الجمعة, 3 أكتوبر 2025 01:43 AM

بارقة أمل جديدة: دواء لعلاج حب الشباب قد يساهم في علاج العقم وتحسين إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال

بارقة أمل جديدة: دواء لعلاج حب الشباب قد يساهم في علاج العقم وتحسين إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال

أظهرت دراسة أولية نتائج واعدة، حيث تبين أن دواء إيزوتريتينوين (Isotretinoin)، المستخدم لعلاج حب الشباب، قد يساعد الرجال الذين يعانون من العقم على إنتاج حيوانات منوية نشطة. هذه النتائج قد تقلل الحاجة إلى إجراء عمليات جراحية معقدة لاستخراج الحيوانات المنوية بهدف استخدامها في التلقيح الصناعي.

يعتبر العقم الناتج عن نقص حاد أو انعدام الحيوانات المنوية تحديًا كبيرًا، وغالبًا ما يتطلب تدخلًا جراحيًا مباشرًا في الخصيتين لاستخراج الحيوانات المنوية للتلقيح الصناعي. هذه العملية تحمل مخاطر العدوى وتستلزم فترة تعافي طويلة، مع نسبة نجاح لا تتجاوز النصف تقريبًا.

الدراسة التي نشرت في مجلة Journal of Assisted Reproduction and Genetics، قدمت أملًا جديدًا. فقد أظهر الإيزوتريتينوين، المستخدم منذ عقود لعلاج حب الشباب الشديد، قدرة على تحفيز إنتاج الحيوانات المنوية لدى بعض الرجال الذين يعانون من نقص حاد أو انعدامها.

يعزى التأثير المحتمل للإيزوتريتينوين على الخصوبة الذكرية إلى ارتباطه بحمض الريتينويك، المشتق من فيتامين أ، وهو ضروري لتحويل الخلايا الجرثومية غير الناضجة إلى حيوانات منوية كاملة. تشير الدراسات إلى أن الرجال العقيمين غالبًا ما يعانون من انخفاض مستويات هذا المركب في الخصيتين، مما يعيق إنتاج الحيوانات المنوية. يعمل الإيزوتريتينوين كمنشط يحاكي تأثير حمض الريتينويك الطبيعي، مما يساعد في تنشيط عملية تكوين الحيوانات المنوية وإطلاقها.

شارك في التجربة 30 رجلاً، من بينهم 26 يعانون من حالة "غياب الحيوانات المنوية غير الانسدادي" و 4 مصابين بـ "قلة الحيوانات المنوية الشديدة". تناول جميع المشاركين جرعة 20 ملغ من الإيزوتريتينوين مرتين يوميًا لمدة لا تقل عن ستة أشهر، مع متابعة دقيقة لمستويات الدم والهرمونات وفحوصات السائل المنوي.

أظهرت النتائج أن 11 رجلاً بدأوا بإنتاج حيوانات منوية متحركة، مما أتاح لهم ولشركائهم الشروع في التلقيح الصناعي دون الحاجة للجراحة. شملت المجموعة المستجيبة جميع الرجال الذين يعانون من قلة الحيوانات المنوية وسبعة رجال لم يكن لديهم أي إنتاج سابق. أما الرجال الآخرون، فقد استُخدمت الجراحة لديهم، لكنها أصبحت أكثر سهولة، حيث استغرقت 63 دقيقة في المتوسط بدلًا من 105 دقائق قبل العلاج.

حتى الآن، تم إجراء تسع دورات للتلقيح الصناعي باستخدام الحيوانات المنوية المنتجة بعد العلاج، وأسفرت عن عدة أجنة صحية، وبعض حالات الحمل المستمرة، وسُجلت ولادة واحدة، مما يقدم بصيص أمل للرجال الذين يعتمدون عادةً على الحلول الجراحية المكلفة والمعقدة.

لم يخلُ العلاج من آثار جانبية، حيث عانى جميع المشاركين من جفاف الجلد وتشقق الشفاه، ونصفهم شعروا بالانزعاج العصبي، كما ظهرت لدى بعضهم طفح جلدي وارتفاع في مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية. وشدد الخبراء على ضرورة المتابعة الطبية الدورية أثناء العلاج، خصوصًا لمراقبة وظائف الكبد ومستويات الدهون في الدم.

في حين يُعد الإيزوتريتينوين خطرًا كبيرًا على النساء الحوامل، تظهر الدراسات أن استخدامه لدى الرجال لا يضر بالحمض النووي للحيوانات المنوية، ولا يشكل خطرًا على الشركاء أو الأطفال الناتجين، بل قد يحسن إنتاج الحيوانات المنوية لدى بعض الرجال.

يقول الدكتور برايان ليفين، أحد خبراء الخصوبة: "استعادة إنتاج الحيوانات المنوية عبر دواء فموي بسيط يشكل تحولا نوعيا في علاج العقم الذكري، وتمنح ملايين الرجال فرصة لاستعادة وظيفة بيولوجية طبيعية كانت شبه مستحيلة حتى الآن". (EURONEWS)

مشاركة المقال: