يعتبر الأديب والكاتب السوداني "الطيب صالح" قامة أدبية بدأت رحلتها في خمسينيات القرن العشرين، مساهمًا في إثراء الأدب والثقافة السودانية عالميًا من خلال رواياته ومؤلفاته التي تُرجمت إلى لغات عديدة، ليُلقب بـ"عبقري الرواية العربية". وُلد "الطيب صالح" عام 1929 في أسرة تعمل بالزراعة في منطقة (مروي) شمالي السودان بقرية (كَرْمَكوْل)، وتلقى تعليمه الابتدائي في منطقة "وادي سيدنا"، قبل أن ينتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته وحصل على البكالوريوس في العلوم. ثم سافر إلى لندن حيث غيّر تخصصه ودرس العلوم السياسية.
تنوعت مسيرة "الطيب صالح" المهنية بين السودان وخارجه، حيث عمل إعلاميًا في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وتدرج حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما. كما عمل إعلاميًا في السودان، قبل أن ينتقل إلى قطر للعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفًا على أجهزتها. شغل أيضًا منصب مدير إقليمي بمنظمة اليونسكو في باريس، وممثلًا للمنظمة في الخليج العربي.
بدأ "الطيب صالح" الكتابة في أواخر الخمسينيات، ومن أبرز أعماله "ضو البيت" و"عرس الزين" و"مريود" و"دومة ود حامد" و"منسى" و"بندر شاه"، بالإضافة إلى روايته الشهيرة "موسم الهجرة إلى الشمال". تميز بثقافة واسعة جمعت بين حقول معرفية متنوعة في اللغة والسياسة والفقه والفلسفة والأدب والإعلام والشعر.
كان "الطيب صالح" شديد الارتباط ببيئته السودانية، وهو ما انعكس في رواياته وقصصه، حيث عالج بأسلوب أدبي رفيع قضايا التعددية الإثنية والثقافية، والصدام بين الحضارات، خاصة في روايته الأشهر "موسم الهجرة إلى الشمال".
حصل "الطيب صالح" على جوائز تقديرية عديدة، منها لقب "عبقري الأدب العربي". واعتبرت الأكاديمية العربية في دمشق روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" أفضل رواية عربية في القرن العشرين.
في عام 2010، أُطلقت جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لوفاته.
توفي "الطيب صالح" في 18 فبراير/شباط 2009 في لندن، بعد صراع مع الفشل الكلوي. نُقل جثمانه إلى السودان حيث دُفن في العشرين من الشهر نفسه.
(أخبار سوريا الوطن1-الحوار نيوز)