الفنانة التشكيلية سوسن بواب تعبر عن رؤيتها للطبيعة والمرأة من خلال أعمال فنية بأسلوب تعبيري يقترب من الانطباعية. تتميز بواب برسم اللوحات الجدارية وشغفها بتعليم الرسم للأطفال، حيث تمزج ألوانها بعشقها للطبيعة والحياة، مما يعكس جمالية فريدة في لوحاتها. تطلق العنان لألوانها البحرية دون قيود، وقد أقامت العديد من المعارض داخل سورية وخارجها، وحصلت على جوائز وتكريمات عديدة.
صحيفة الحرية التقت الفنانة التشكيلية سوسن بواب في حوار حول مسيرتها الفنية:
هواجس الفن وتقنياته
تحدثت سوسن بواب عن بداياتها الفنية قائلة: "في الحقيقة أشعر بأنه ولد معي، فأذكر أني كنت مولعة بالرسم منذ طفولتي، واستمر الشغف والحب المتبادل إلى الآن. تفرغت له في العام 2012 بمختلف تقنياته، لكنني قبل ذلك لم أتوقف عن الرسم."
مدارس الفن والموهبة
وعن أهمية دراسة الفن، أوضحت: "كثير من الفنانين العالميين لم يكونوا أكاديميين، اعتمدوا التعليم الذاتي من خلال التجريب المستمر والاجتهاد الشخصي لتطوير أساليبهم ومهاراتهم، وقد كان لهم صدى وتأثير كبيران في عالم الفن، على سبيل المثال الفنان العالمي فان كوخ. لذلك يجب على الفنان أن يطلع على مدارسهم المهمة، ويبني من خلالها موهبته، ويعرف أين يتجه وما هي بالضبط المدرسة التي ينتمي إليها، وتصبح عنده بصمته الخاصة التي تشير إلى عمله عندما يعرض، حيث تميزينه من بين المعروضات."
الطبيعة والمرأة في أعمالها
وحول تركيزها على الطبيعة والمرأة في أعمالها الانطباعية، قالت: "نعم، من خلال عشقي للطبيعة واللون، أعمالي أغلبها انطباعية تظهر وتصهر اللون على الخامة البيضاء سواء كانت كانفس أو كرتوناً أو خشباً. نحن نعيش في الطبيعة وهي الأم كما المرأة، هناك تشابه كبير بينهما؛ بين إشراقة الشمس وتفتح الزهور في يوم ربيعي، وبين ابتسامة المرأة وسعادتها تفتحها للحياة. وهكذا كما كل الفصول وكل تقلبات الطبيعة تعيشها المرأة في حياتها اليومية، هذا يتجسد في اللوحة، واللون أكبر معبّر عن هذه الحالات والتقلبات، والأروع عندما ترافقها الموسيقا والألحان في جمالها وحزنها وغضبها، كما صوت الطبيعة بالضبط. هذه الروابط كلها تجعلني أميل لرسم الطبيعة والمرأة."
الرسم بالفحم والألوان
وعن تجربتها في الرسم بالفحم، ذكرت: "كانت بداياتي في رسم البورتريهات والطبيعة الصامتة والمجسمات بتقنية الفحم والرصاص. للرسم بالفحم والرصاص متعة خاصة، متعة إظهار الظل والنور من خلال الأسود والأبيض، ومن خلالهم يستطيع الفنان أن يعبّر عن حالته من خلال حدة الخط والظل. لكن بعدها أصبحت أرغب في التحرر من قيود الخطوط واللون الواحد، عالم الألوان أوسع وأمتع ومعبّر أكثر."
واقع الفن التشكيلي في سوريا
وعن واقع الفن التشكيلي في سوريا، أوضحت: "الفن التشكيلي مظلوم في سوريا والفنانون أيضاً. إن المهتمين بالفن يعدُّون على أصابع اليد، مع أن هناك جهوداً كثيرة مبذولة من الفنانين لاستمرارية الفن. أكثر ما يهم الفنان الاهتمام وتقدير عمله الفني. للأسف في المعارض التي تقام يقتصر الحضور على الأصدقاء والأهل والمعارف."
لوحاتها وانعكاس شخصيتها
وتحدثت عن لوحاتها قائلة: "لوحتي هي عالمي الصغير في حجمه والكبير في كياني. ألواني هي سلاحي وعشقي، تحكي عني وتحمل همي في حزني، وترقص معي في فرحي. لهذا أعشق الألوان وأطلق لها العنان، لا أتقيد بلون محدد. كثيراً ما أفكر بعمل جديد، وأرسم له في مخيلتي شكلاً ولوناً محدداً، وعندما أجلس قبالة اللوحة تجدني أختار ألواناً ومواضيع تختلف عما فكرت به في الأمس، هذا ما يعكس الحالة الآنية والنفسية في هذه اللحظة. لذلك تختلف في كل يوم شكلاً ومضموناً ولوناً."
مشاركاتها في الملتقيات واللوحات الجدارية
وعن مشاركاتها في الملتقيات واللوحات الجدارية، قالت: "شاركت في ملتقيات عدة ، وكلها تركت أثراً جميلاً في نفسي، وأكثرها مشاركتي في سمبوزيوم رسم طبيعة في لبنان؛ لأنه كان في صميم حبي للطبيعة، وبالإضافة إلى لقائي بفنانين من جميع أنحاء العالم، حيث استفدت من تجارب وثقافات الفنانين. في الحقيقة الملتقيات الفنية تزيد الألفة وروح التعاون وتصقل المواهب، كما حصل في مشاركتي أيضاً في ملتقى رسم مع جمعية شموع السلام، ومؤخراً بجدارية “طوفان الأقصى” شارك بها مجموعة من الفنانين بإشراف الفنان محمد ركوعي، وعرضت بعدها في السفارة الفلسطينية. وفي الحديث عن الجداريات، أنجزت العديد منها في المدرسة واستعملت الألوان التي تجذب الأطفال."
تجربتها كمعلمة رسم للأطفال
واختتمت حديثها عن تجربتها كمعلمة رسم للأطفال قائلة: "كانت تجربة ممتعة، التعامل مع الأطفال والرسم معهم يعطيك طاقة إيجابية. تعلمت الكثير منهم؛ العفوية والصدق في المشاعر. ولاحظت عند أغلب الأطفال أنهم يملون من موضوع يفرض عليهم أو لون معين، الطفل يحب أن يرسم بحرية من دون قيد."
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية