الجمعة, 3 أكتوبر 2025 08:53 PM

ترامب يحدد لحماس مهلة أخيرة بشأن خطة غزة ويحذر من "الجحيم"

ترامب يحدد لحماس مهلة أخيرة بشأن خطة غزة ويحذر من "الجحيم"

منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مهلة حتى العاشرة مساء الأحد بتوقيت غرينتش، وذلك للقبول بخطته الرامية لإنهاء الحرب مع إسرائيل في غزة. وحذر ترامب الحركة من مواجهة "الجحيم" في حال رفض الخطة.

يأتي هذا التحذير في الوقت الذي أكد فيه قيادي في حماس أن الحركة ما زالت بحاجة إلى مزيد من الوقت لدراسة الخطة التي يفترض أن تنهي حربا مستمرة منذ عامين، والتي أسفرت عن دمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع. ووفقا للدفاع المدني، استشهد ما لا يقل عن 49 شخصا بنيران إسرائيلية يوم الجمعة.

وتتضمن الخطة، التي أيدها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في القطاع خلال 72 ساعة، بالإضافة إلى نزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، على أن يعقب ذلك تشكيل سلطة انتقالية برئاسة ترامب.

وفي منشور على منصة تروث سوشال، قال ترامب إن أمام حماس "حتى السادسة مساء الأحد بتوقيت واشنطن" للرد، بعد أن كان قد أمهلها الثلاثاء "ثلاثة إلى أربعة أيام" للقبول بالخطة التي رحبت بها دول عربية وإسلامية وغربية.

وأضاف "إذا لم يتم إبرام اتفاق الفرصة الأخيرة هذا، ستفتح كل أبواب الجحيم على حماس، كما لم يرَ أحد من قبل".

كما رأى أن معظم مقاتلي الحركة "مطوّقون ومحاصرون عسكريا، في انتظار أن أعطي أنا الإذن لتتم إبادة حياتهم سريعا. أما بالنسبة إلى الآخرين، نعرف أين أنتم ومن أنتم، وستتم مطاردتكم وقتلكم".

وكان قيادي في حماس قد أفاد قبل مهلة ترامب، بأن الحركة تواصل التشاور بشأن المقترح المؤلف من 20 بندا.

وقال القيادي الذي فضّل عدم كشف هويته إن الحركة "ما زالت تواصل المشاورات حول خطة ترامب التي قدمت للحركة، وأبلغت الوسطاء أن المشاورات مستمرة وتحتاج لبعض الوقت".

من جانبه، أعلن عضو المكتب السياسي في حماس محمد نزال في بيان "بدأنا مشاورات والخطة عليها ملاحظات… وسوف نعلن موقفنا من الخطة قريبا"، مضيفا "قررنا مناقشة الخطة الأميركية من منطلق الحرص على وقف حرب الإبادة ووقف المجازر الإسرائيلية المستمرة".

وكان نتانياهو قد أعرب خلال مؤتمر صحافي مع ترامب في واشنطن الاثنين عن دعمه للخطة، مؤكدا أنها "تحقق أهدافنا الحربية. ستعيد إلى إسرائيل جميع رهائننا، وتفكك القدرات العسكرية لحماس، وتنهي حكمها السياسي، وتضمن ألا تشكل غزة مجددا تهديدا لإسرائيل".

وكان مصدر فلسطيني مقرّب من قيادة حماس قد أفاد فرانس برس الأربعاء بأن الحركة "تريد تعديل بعض البنود" مثل البند المتعلق بنزع السلاح وإبعاد كوادرها والفصائل الأخرى من القطاع.

على الأرض، قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني الجمعة إن مدينة غزة تتعرض لقصف جوي ومدفعي كثيف متواصل.

وأضاف المتحدث باسم الجهاز محمود بصل بأن 31 شخصا على الأقل قتلوا في مدينة غزة، من بين 49 أحصى الجهاز مقتلهم الجمعة في مختلف أنحاء القطاع الفلسطيني.

وأشار إلى أن القصف يحول دون تمكن فرق الإسعاف من انتشال جثث لا تزال في شوارع مدينة غزة.

ولم تتمكن فرانس برس من الحصول على تعليق من الجيش الإسرائيلي.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع هجوما جويا وبريا على كبرى مدن القطاع أجبر مئات الآلاف على الفرار.

وبسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى أجزاء واسعة من القطاع، لا تستطيع فرانس برس التحقق بشكل مستقل من التفاصيل أو أعداد الضحايا التي يقدمها الجيش الإسرائيلي أو الدفاع المدني.

ووصف عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الوضع في غزة بأنه "كارثي"، متحدثا عن إجبار الفلسطينيين على النزوح على نحو متكرر في حين أن "الحصول على الغذاء والماء ما زال محدودا".

وأكدت الأمم المتحدة الجمعة أنه لا وجود لمكان آمن يلجأ إليه الفلسطينيون الذين أُمرتهم إسرائيل بمغادرة مدينة غزة، وأن المناطق التي حددتها لهم في الجنوب ليست سوى "أماكن للموت".

ولاحظت منظمة العفو الدولية أن تصعيد إسرائيل هجومها على مدينة غزة تسبَّبَ بـ"موجة نزوح جماعي كارثية".

وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين، وكثير منهم سبق أن هُجروا مرات عدة، يُجبرون على النزوح إلى "مناطق مكتظة في الجنوب… تفتقر إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية والمأوى والبنية التحتية اللازمة للحياة".

ومع اقتراب الحرب من إنهاء عامها الثاني، وخسارة مزيد من الأرواح واتساع الدمار، انتقدت التظاهرات التي نُظمت في مختلف أنحاء العالم في الأيام الأخيرة اعتراض إسرائيل "أسطول الصمود العالمي" الذي كان متجها إلى غزة بهدف كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع وإيصال مساعدات.

وأعلن منظمو "أسطول الصمود العالمي" الذي كان متجها إلى غزة أن إسرائيل اعترضت الجمعة آخر سفنه، وذلك على بُعد حوالى 40 ميلا بحريا من غزة.

وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها طردت الجمعة أربعة ناشطين إيطاليين كانوا على متن سفن الأسطول و"الآخرون بصدد الطرد".

وقدرت إسرائيل أن أكثر من 400 ناشط كانوا على متن سفن الأسطول.

وجاء اعتراض آخر سفينة بعد ساعات من مع تنظيم متظاهرين حول العالم مسيرات أدانوا فيها التحرك الإسرائيلي.

تظاهر أكثر 200 ألف شخص في أنحاء إيطاليا الجمعة بدعوة من كبرى النقابات، دعما لـ"أسطول الصمود" وتنديدا بموقف حكومة جورجيا ميلوني إزاء الحصار الإسرائيلي على القطاع.

وأدّى إضراب عام مفاجئ ردا على اعتراض إسرائيل لأسطول المساعدات، واعتبرته السلطات غير قانوني، إلى تعطيل حركة النقل رغم تأمين حدّ أدنى من الخدمات.

اندلعت الحرب إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية عن استشهاد ما لا يقل عن 66288 فلسطينيا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

مشاركة المقال: