السبت, 4 أكتوبر 2025 03:44 PM

من حلم إلى بطولة: آية قدسي.. قصة نجاح سورية في عالم الكيك بوكسينغ

من حلم إلى بطولة: آية قدسي.. قصة نجاح سورية في عالم الكيك بوكسينغ

على الرغم من صغر سنها، تمكنت آية قدسي من حفر اسمها في عالم الكيك بوكسينغ، ليس فقط كرياضية حصدت ألقابًا محلية، بل كمدربة وحكمة في واحدة من أكثر الرياضات تحديًا في الساحة الرياضية السورية. بدأت رحلتها كاعبة في نادي الاتحاد الحلبي (أهلي حلب حاليًا)، حيث حققت لقب بطولة الجمهورية لثلاث سنوات متتالية، بالإضافة إلى حصولها على المركز الأول مع المنتخب الوطني.

على الرغم من تلقيها دعوتين رسميتين للمشاركة في بطولات عربية، إلا أن ظروفًا خارجة عن إرادتها حالت دون تمثيلها لسوريا حتى الآن. صرحت آية لمنصة "": "لم أتوقع أن أصل إلى ما أنا عليه اليوم. بدأت كاعبة، ولكن مع مرور الوقت ظهرت أمامي فرص جديدة في مجالي التدريب والتحكيم". وأضافت أن هذا التحول جاء مصحوبًا بمسؤولية كبيرة، لكنها قبلت التحدي وسعت جاهدة لتحقيق التوازن بين الحفاظ على مستواها كاعبة وبين مهامها كمدربة تسعى لتطوير المتدربات.

بدأت آية مسيرتها التدريبية في سن الثالثة والعشرين، داخل النادي الذي ترعرعت فيه. في البداية، تم تكليفها كمساعدة مدرب، ثم خضعت لفترة اختبار امتدت من بداية كانون الثاني وحتى أيلول 2025، ليتم اعتمادها رسميًا كمدربة رئيسية في نادي الاتحاد، بعد تحقيق نتائج مميزة على مستوى الجمهورية من خلال لاعبات حصلن على مراكز أولى في بطولات وطنية.

وعن سبب اختيارها لرياضة الكيك بوكسينغ تحديدًا، أوضحت آية أنها اختارت هذا المجال بسبب غياب أي مدربة نسائية فيه داخل حلب، بل في الفنون القتالية عمومًا. رأت في هذا الفراغ فرصة لإثبات قدرة المرأة على اقتحام هذا المجال وتحقيق النجاح فيه. وأكدت أن هذه الرياضة لا تمنح المتدربات القوة الجسدية فحسب، بل تعزز الثقة بالنفس وتغرس روح الإصرار والاندفاع. كما أنها تفتح آفاقًا معرفية جديدة وتساعد الفتيات على اكتشاف طاقاتهن الكامنة.

من خلال تجربتها كمدربة، تسعى آية إلى ترسيخ مفاهيم الشجاعة والثقة بالنفس، وتؤمن بأن الخطوة الأولى نحو النجاح تبدأ بتجاوز الخوف. تقول: "العديد من الفتيات يمتلكن قدرات بدنية ممتازة، لكن الخوف يمنعهن من التقدم. دوري هو مساعدتهن على كسر هذا الحاجز والوقوف بثقة على الحلبة". وترى أن غياب المدربات في الكيك بوكسينغ ساعدها على الظهور، حيث كان المجال مفتوحًا للتجربة والتميز. وتشير إلى أن وجود مدربات في رياضات أخرى كالكاراتيه لم يكن كافيًا لسد الفراغ في الفنون القتالية، وهو ما حفزها لتكون رائدة في هذا المجال.

وعلى الرغم من كل ما حققته، لا تنسى آية دور عائلتها في دعمها، وتخص بالذكر والدها اللاعب السابق في كرة الطاولة، ووالدتها التي وقفت إلى جانبها في كل المراحل. وعن نظرة المجتمع، تقول آية إن الانطباع الأول كان مليئًا بالتساؤلات وربما الدهشة، لكنها استطاعت أن تغير الصورة النمطية من خلال ما حققته من إنجازات. وتضيف: "في البداية استغرب البعض فكرة أن تمارس فتاة رياضة قتالية، لكن مع مرور الوقت، ومع تتابع البطولات والنجاحات، بدأت النظرة تتغير، وبدأ الاعتراف بقدرة المرأة على تحقيق النجاح في هذا المجال يتسع".

طموح آية لا يتوقف عند تدريب مجموعة من الفتيات، بل يتجاوز ذلك إلى نشر رسالتها إلى أوسع شريحة ممكنة، فهي ترى في الرياضة وسيلة حقيقية لتمكين النساء وتعزيز حضورهن. وتختتم حديثها قائلة: "رسالتي لكل فتاة: آمني بنفسك، أنتِ قادرة. أطمح إلى إيصال هذه الفكرة إلى كل من تمتلك حلمًا أو شغفًا، وأن أكون سببًا في اكتشافها لقوتها، وتحقيقها لطموحها، ومواجهتها لكل التحديات بثقة".

مشاركة المقال: