السبت, 4 أكتوبر 2025 07:37 PM

الحكومة السورية تنفي رفض لقاء وفد "قسد" وتوضح ملابسات الزيارة غير المنسقة

الحكومة السورية تنفي رفض لقاء وفد "قسد" وتوضح ملابسات الزيارة غير المنسقة

نفت الحكومة السورية ما تردد عن رفض وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لقاء الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية"، إلهام أحمد. وأكد مصدر مسؤول في الحكومة السورية، طلب عدم ذكر اسمه، لعنب بلدي، أن "ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام حول رفض حكومة دمشق استقبال وفد من قوات سوريا الديمقراطية غير صحيح".

وأوضح المصدر، يوم السبت 4 من تشرين الأول، أنه لم يكن هناك "أي موعد محدد من الأساس"، وأن وصول الوفد تم دون تنسيق مسبق مع الجهات المعنية. وكانت "العربية نت" قد نقلت عن مصدرين، أحدهما مقرب من وزارة الخارجية السورية والآخر من "الإدارة الذاتية"، يوم أمس 3 من تشرين الأول، أن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، امتنع عن لقاء إلهام أحمد بسبب "رفضه حضور مسؤولين أمريكيين للاجتماع المرتقب بين الجانبين".

وبحسب "العربية"، كان من المقرر أن يناقش الاجتماع كيفية تطبيق اتفاق 10 من آذار المبرم بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي. ونقل الموقع عن مصادر بالخارجية الفرنسية قولها إن "باريس تتمسك باستمرار التفاوض بين الإدارة الذاتية والسلطات السورية الانتقالية"، مشيرة إلى أن "الخارجية الفرنسية تدعم المسار التفاوضي بين الجانبين إلى حين الوصول لدمج قسد في القوات المسلحة السورية مع ضمان حقوق الأكراد دستوريًا".

ووفقًا للمصادر الفرنسية، تعمل باريس حاليًا على نقل المفاوضات بين الإدارة الذاتية ودمشق إلى دولة عربية لم يتم تحديدها بعد. وعلق المحلل السياسي السوري، بسام السليمان، المقرب من الحكومة السورية، على النبأ في منشور عبر "فيسبوك"، قائلًا إن "الخبر المتداول عن امتناع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن لقاء السيدة إلهام أحمد صحيح، لكن لا بد من التنويه إلى أن زيارتها والوفد المرافق لها جاءت دون تنسيق مسبق".

ووفقًا للسليمان، فوجئ المسؤولون عن ملف المفاوضات مع "قسد" باتصال من إلهام أحمد تُبلغهم فيه بوصولها إلى الحدود اللبنانية السورية ورغبتها في الدخول إلى دمشق للقاء الوزير الشيباني. وبناءً عليه، اكتفى المعنيون بإرسال وفد مرافق استقبلها على الحدود السورية اللبنانية وقام بإيصالها والوفد المرافق لها إلى محافظة الرقة دون عقد أي لقاء، وذلك بسبب عدم وجود أي موعد رسمي، بحسب ما قاله المحلل السياسي. وتساءل السليمان: "هل يعكس هذا التصرف من السيدة إلهام أحمد ضعفًا في معرفة البروتوكولات والإجراءات الرسمية، أم أنه خطوة مدروسة تدرك ردة فعل دمشق عليها وأرادت من خلالها الإيحاء بأن دمشق هي من ترفض أو تعرقل التواصل والتفاوض؟".

تعثر الاتفاق ورفض كردي

اتفاق 10 آذار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة نص على تسليم الحكومة السورية السيطرة على موارد النفط والغاز والكهرباء في الشمال الشرقي، واندماج "قسد" في الجيش السوري، لكنه تجمد بعد اعتراض "الإدارة الذاتية" على الإعلان الدستوري الذي أقره الرئيس الشرع، معتبرة أنه "لا يحمي حقوق الأقليات بشكل كافٍ".

وكانت الحكومة السورية ردت على انعقاد مؤتمر "وحدة الموقف لمكونات شمال شرقي سوريا" بتعليق المفاوضات مع "قسد"، التي كانت مقررة في باريس. وقال الرئيس السوري، أحمد الشرع، في حوار أجراه مع قناة "الإخبارية السورية" الحكومية، في 13 من أيلول الماضي، إن هناك تقدمًا في المفاوضات مع "قسد"، إلا أن هناك نوعًا من التعطيل أو التباطؤ في تنفيذ الاتفاق. ولفت الشرع إلى أن الاتفاق مع "قسد" وضعت له مدة إلى نهاية العام، وأن دمشق كانت تسعى لأن تطبق بنود الاتفاق نهاية شهر كانون الأول المقبل.

وأشار الشرع إلى أنه فعل كل ما يجنب مناطق شمال شرقي سوريا، التي تسيطر عليها "قسد"، الدخول في معركة أو حرب، مضيفًا أن الحكومة وافقت على دمج "قسد" في الجيش السوري، وأن الجانبين اتفقا على بعض الخصوصيات للمناطق الكردية. من جانبه، قال عبد الوهاب خليل، عضو مجلس "قسد"، لوكالة "رويترز"، إن القيادة الكردية تدعم الاندماج مع دمشق "بناءً على شراكة حقيقية والاعتراف الدستوري بكل مكونات سوريا"، مشيرًا إلى أن "الاندماج العسكري وحده غير كافٍ".

مشاركة المقال: