الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 03:30 PM

القامشلي: ارتفاع جنوني في أسعار الجبنة يُفقد الأسر القدرة على التموين الشتوي

القامشلي: ارتفاع جنوني في أسعار الجبنة يُفقد الأسر القدرة على التموين الشتوي

يشهد سوق الجبنة في القامشلي ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار، الأمر الذي أثار استياء السكان الذين باتوا غير قادرين على شراء الكميات المعتادة من الجبنة استعداداً لفصل الشتاء. يرافق هذا الغلاء تدهور ملحوظ في جودة المنتج وانتشار الغش، مما حول الجبنة، التي كانت عنصراً أساسياً على المائدة السورية، إلى عبء مالي على الأسر ذات الدخل المحدود.

عبّر عبد الله، أحد سكان القامشلي، لمنصة سوريا 24 عن تذمره من الارتفاع الكبير في أسعار الجبنة، مشيراً إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد تجاوز 55 ألف ليرة سورية، بينما يباع أرخص نوع بحوالي 40 ألف ليرة. وأضاف أن "الجبنة لم تعد كما كانت، فحتى الأنواع التي تُعرض على أنها جبنة غنم تُخلط بحليب البقر وتُباع بالسعر ذاته، كما أن جبنة البقر نفسها لم تسلم من الغش، مما جعلنا لا نعرف ما نأكل فعلياً".

وأوضح عبد الله أن العديد من العائلات تخلت عن عادة تخزين الجبنة لفصل الشتاء بسبب الأسعار الباهظة، قائلاً: "التموين الذي كنا نقوم به كل عام أصبح من الماضي، فأطفالنا هذا العام قد يُحرمون من الجبنة التي كانت من أساسيات طعامهم". وتذكر بحسرة الأيام التي كان فيها سعر الكيلو لا يتجاوز 15 ألف ليرة، مضيفاً: "كنا نشتري الجبنة بجودة ممتازة وبأسعار مقبولة، أما اليوم فلا السعر مقبول ولا النوعية كما كانت".

من جهته، أوضح أبو أحمد في حديثه لـ سوريا 24 أن الوضع الاقتصادي المتدهور أجبر الأسر على شراء احتياجاتها اليومية فقط، قائلاً: "كنا في السابق نشتري 20 أو 30 كيلوغراماً من الجبنة للتموين الشتوي، أما الآن فنكتفي بكيلو أو اثنين بالكاد تكفي لأيام قليلة". وأضاف: "كيف يمكننا التموين ورواتبنا لا تتجاوز المليونين ليرة؟ كيلو الجبنة أصبح يساوي جزءاً كبيراً من الراتب، وحتى الأنواع الأرخص تفتقر إلى الجودة وغالباً ما تكون مغشوشة".

وأشار أبو أحمد إلى أن "الجبنة تحولت من مادة غذائية أساسية إلى سلعة تُحسب بالقطعة، فالأسرة اليوم تفكر مراراً قبل شرائها، وتكتفي بكمية صغيرة لفطور الصباح للأطفال قبل المدرسة أو للموظفين قبل العمل"، مؤكداً أن "الظروف المعيشية باتت قاسية إلى حد لا يُطاق، والله وحده يعلم كيف ستقضي الناس فصل الشتاء بهذا الغلاء".

بين ارتفاع الأسعار وتراجع الجودة، تواجه العائلات في القامشلي واقعاً اقتصادياً يزداد صعوبة يوماً بعد يوم، وتتلاشى مظاهر "التموين الشتوي" التي كانت جزءاً من العادات الريفية الأصيلة. الجبنة، التي كانت رمزاً للبساطة والوفرة، أصبحت اليوم عنواناً لمعاناة تمتد من مائدة الفطور إلى عمق الأزمة المعيشية التي تثقل كاهل السوريين.

مشاركة المقال: