دلسوز يوسف ـ الحسكة
يعاني سكان حي العمران في مدينة الحسكة من سوء حالة الطرقات بسبب غياب مشاريع التزفيت، ما أدى إلى تدهور شوارع الحي، خاصة خلال فصل الشتاء حيث تتحول إلى مستنقعات تعيق حركة المرور. يصف السكان حياتهم اليومية في الشتاء بأنها صراع مستمر مع الطين والمياه الراكدة، مؤكدين أن شكواهم المتكررة إلى البلدية لم تلقَ استجابة.
معاناة مستمرة وشكاوى متكررة
يقول خالد أحمد، أحد سكان حي العمران، لنورث برس عن معاناتهم: "شوارعنا في حالة يرثى لها ولم تشهد أي تحسينات منذ سنوات. لقد تقدمنا بأكثر من أربعة أو خمسة طلبات إلى البلدية، وأرفقنا بها صوراً للطرق خلال فصل الشتاء عندما تغمرها المياه. تلقينا وعوداً متكررة، ولكن لم يتغير شيء على أرض الواقع."
ويضيف: "اضطررنا في بعض الأحيان إلى ردم بعض المقاطع بالبقايا والأحجار على نفقتنا الخاصة، ولكن المشكلة أكبر من قدراتنا الفردية. الأطفال يسقطون في المستنقعات، والمياه تحاصر المنازل. لا نريد وعوداً زائفة، بل نريد حلولاً جذرية لهذا الحي."
ويشير خالد إلى أن المتعهدين واللجان الفنية زاروا المنطقة عدة مرات ووعدوا ببدء أعمال التزفيت، ولكن لم يتم تنفيذ أي شيء حتى الآن. ويتابع: "زارونا مرات عديدة وأكدوا أنهم سيبدأون العمل قريباً، ولكن الوضع بقي على حاله منذ سنوات."
من جهته، يقول مصطفى محمد، وهو أيضاً من سكان الحي، لنورث برس: "في فصل الشتاء، يصبح الدخول إلى الحي صعباً للغاية، سواء للسيارات العادية أو سيارات الإسعاف. هناك حفر عميقة تتجمع فيها المياه لتصل أحياناً إلى مترين، مما يعزل المنطقة تماماً. الطلاب يجدون صعوبة في الوصول إلى مدارسهم، وأحياناً نضطر إلى حمل الأغراض على أكتافنا لأن السيارات ترفض الدخول."
ويوضح مصطفى أن السكان حاولوا ردم بعض الحفر بالحجارة ومخلفات البناء بجهود ذاتية، لكن المشكلة أكبر من ذلك بكثير. ويضيف، مشيراً إلى الحفر المنتشرة في الشارع: "التكاليف باهظة، وليست مليوناً أو مليونين، بل مبالغ كبيرة. لا نستطيع جلب الزفت بأنفسنا. قدمنا عشرات الطلبات وانتظرنا وعود البلدية، ولكن لا أحد استجاب. كل عام نواجه نفس المعاناة."
وعود البلدية بالحل
نفذت بلدية الحسكة خلال العام الحالي العديد من المشاريع لصيانة وتزفيت الطرق في مدينة الحسكة وريفها. يأمل السكان في الأحياء التي لم تشملها هذه المشاريع أن تتحول الوعود إلى خطوات عملية تنهي معاناتهم الطويلة من الشكاوى والانتظار.
يوضح المهندس آلان قادو، عضو الدائرة الفنية في بلدية الشعب بالحسكة، لنورث برس أن خطة مشاريع التزفيت للعام 2025 شارفت على الانتهاء، وقال: "مشاريعنا لهذا العام تضمنت نحو 19,500 متر مكعب من المجبول الزفتي، نفذ منها حتى الآن حوالي 18,500 متر، وما تبقى لا يتجاوز ألف متر، ومن المتوقع أن ننهيه خلال عشرة أيام."
ويشير قادو إلى أن البلدية على علم بالشكاوى، ولكن الأولوية كانت لإنجاز المشاريع الاستثمارية المقررة ضمن خطة العام. ويضيف: "بعد الانتهاء من الخطة الحالية، سنباشر بدراسة الطلبات الواردة من الأحياء التي لم يشملها المشروع، ومنها المناطق التي يعاني أهلها من تجمعات المياه. هذه الأحياء ستدرج في الخطط القادمة التي ستمول من ميزانية إيرادات البلدية."
تحرير: معاذ الحمد