الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 12:19 AM

حي القدم بدمشق: الإهمال يفاقم معاناة السكان رغم التضحيات

حي القدم بدمشق: الإهمال يفاقم معاناة السكان رغم التضحيات

على الرغم من مرور سنوات على انتهاء المعارك، لا يزال حي القدم الدمشقي يعاني من الإهمال وتدهور الخدمات الأساسية. يشكو الأهالي العائدون إلى منازلهم من أن الحي مهمش من قبل الجهات الرسمية، بالرغم من التضحيات التي قدمها سكانه خلال الثورة السورية.

يصف أحمد حامدة، أحد سكان الحي العائدين، الوضع لمنصة سوريا 24 قائلاً: "حي القدم كان من أوائل المناطق التي شاركت في الثورة وقدمنا تضحيات كبيرة. كنا نأمل بتحسن الأوضاع بعد العودة، ولكن للأسف كل شيء لا يزال صعباً. الكهرباء شبه معدومة، والمياه تصل لساعات قليلة فقط، ويعتمد الناس على الصهاريج بأسعار مرتفعة لا يقدر عليها معظمنا."

تتفاقم معاناة السكان اليومية بسبب غياب النظافة وندرة العمال والحاويات. تقول أم عبد الرحمن لسوريا 24: "القمامة تتراكم في الشوارع لأيام، والروائح كريهة، والأطفال يلعبون وسط الأتربة والقمامة. حاولنا التواصل مع المسؤولين، ولكن لا يوجد أي تحرك ملموس."

لا تقتصر المشكلة على النظافة، فالمواصلات في الحي شبه معدومة. يروي أبو خالد لسوريا 24: "أضطر للمشي مسافات طويلة كل يوم للوصول إلى أقرب سرفيس. يعمل خط واحد فقط في الشارع الرئيسي، مما يجعل الحياة اليومية صعبة على الجميع، خاصة كبار السن والطلاب."

يشير أحمد حامدة إلى التباين الكبير بين حي القدم والمناطق المجاورة مثل داريا: "داريا كانت من أكثر المناطق تضرراً بالحرب، ولكنها اليوم أفضل بكثير من حي القدم. هناك كهرباء منتظمة، ومياه متوفرة، ونظافة، وتنظيم واضح. أما حي القدم فلا يزال يعاني من صعوبات يومية لا تطاق."

يزيد غلاء الأسعار من معاناة السكان. تقول أم عبد الرحمن: "أسعار الصهاريج مرتفعة جداً، ولا يمكن توفيرها يومياً. كنا نعيش ظروفاً صعبة سابقاً، ولكن الحياة اليوم أصبحت أكثر تعقيداً بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع الخدمات."

يشعر سكان الحي بتزايد التهميش والحرمان، على الرغم من صمودهم وتضحياتهم خلال الثورة. يختتم أحمد حامدة حديثه قائلاً: "تعبنا من الوعود المتكررة. حي القدم قدم تضحيات كبيرة ويستحق أن يعيش أبناؤه حياة كريمة، مع مياه وكهرباء ومواصلات ونظافة. كل ما نطلبه هو حياة طبيعية بعد سنوات من المعاناة."

يبقى حي القدم شاهداً على صمود أهله، ولكنه يواجه تحدياً آخر، وهو معركة الحياة اليومية واستعادة الكرامة بعد سنوات من الإهمال والتهميش.

مشاركة المقال: