تركيا وسوريا نحو شراكة اقتصادية شاملة: تفاصيل الاتفاق المحتمل ومجالات التعاون

أعرب وزير التجارة التركي، عمر بولات، عن طموح بلاده في التفاوض على اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع سوريا، وذلك قبيل عودته من زيارة استمرت يومين في دمشق.

وأكد بولات أن تركيا ستعمل بسرعة على ملفات حيوية مثل تشجيع وحماية الاستثمارات، وتجنب الازدواج الضريبي، والتعاون المصرفي، بالإضافة إلى إمكانية افتتاح فروع لمصارف تركية في سوريا، وفقًا لما نقلته وكالة "الأناضول".

وأشار إلى اللقاءات التي جمعت الوفد التركي بمسؤولين سوريين بارزين، من بينهم وزير الاقتصاد نضال الشعار، ووزير المالية محمد يسر برنية، ووزير النقل يعرب بدر. وأكد أن المسؤولين السوريين أبدوا رغبتهم القوية في التعاون مع تركيا في مختلف المجالات، بدءًا من زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، وصولًا إلى تطوير البنية التحتية والطاقة والنقل البري والبحري.

وخلال المباحثات، ناقش الجانبان السوري والتركي إمكانية التخفيض التدريجي للرسوم الجمركية بين البلدين، وتشجيع الاستثمارات المشتركة والتنمية بقيادة القطاع الخاص، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المناطق الصناعية المتضررة في سوريا، وتحديد المناطق التي تحتاج إلى إصلاح وصيانة في البنية التحتية لقطاع النقل.

وأضاف الوزير التركي: "اتفق الطرفان على إعادة التفاوض على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار بهدف جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية. كما أعلنا استعدادنا للتفاوض على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي في سوريا".

وشدد على أهمية تقديم الدعم والمساعدات لسوريا، خاصة من دول الخليج ذات القدرات المالية والاقتصادات القوية، وكذلك من الدول الإسلامية الأخرى.

وفي تصريحات سابقة، أوضح وزير التجارة التركي أن أنقرة ودمشق يمكن أن تشكلا تكاملًا اقتصاديًا قويًا، على غرار النموذج القائم بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، أو نموذج الاتحاد الأوروبي.

كما أشار إلى أن السوريين الذين استضافتهم تركيا خلال السنوات الماضية اكتسبوا خبرات واسعة في مجالات الإنتاج والتجارة والخدمات، وأن الوقت قد حان لاستثمار هذه الخبرات في إعادة إعمار وطنهم.

يذكر أن وزير التجارة التركي وصل إلى دمشق في 16 نيسان، بهدف تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع سوريا. وقد بحث مع وزير الاقتصاد السوري سبل تعزيز العلاقات التجارية والتنمية الاقتصادية بين البلدين، وناقش الجانبان سبل زيادة حجم التبادل التجاري وتنمية التعاون الاستثماري.

وأكد الوزير التركي أنه سيتم خلال الزيارة عقد لقاءات واتصالات تتركز على تطوير التجارة الثنائية بين البلدين، وإقامة الشراكات وإنشاء مناطق حرة.

واعتبر بولات أن هذه الزيارة هي الأولى، وستتبعها زيارات متبادلة ومكثفة، بالإضافة إلى اتصالات بين القطاع الخاص في كلا البلدين، بهدف الإسراع في بناء سوريا الجديدة.

وضم الوفد التركي ممثلين عن عدد من الوزارات وغرف التجارة والصناعة، ورجال أعمال، والقائم بأعمال السفارة التركية في دمشق.