الأربعاء, 8 أكتوبر 2025 09:19 PM

مخيم اليوناني بالرقة: معاناة متزايدة للنازحين في ظل نقص حاد بالمساعدات

مخيم اليوناني بالرقة: معاناة متزايدة للنازحين في ظل نقص حاد بالمساعدات

يشهد مخيم اليوناني في منطقة الكسرات جنوب مدينة الرقة، والواقع على ضفة نهر الفرات، أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة تتدهور باستمرار، وذلك نتيجة لتراجع المساعدات الإنسانية وضعف الدعم المقدم من الإدارة الذاتية.

يؤوي المخيم حوالي 500 شخص، أغلبهم من أبناء ريف دير الزور الشرقي، الذين نزحوا قسرًا بعد تدمير منازلهم وانعدام فرص العمل في مناطقهم الأصلية. يواجه هؤلاء النازحون خيارين أحلاهما مر: إما البقاء في المخيم في ظل ظروف معيشية قاسية، أو العودة إلى قراهم المدمرة التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

أبو محمد، أحد سكان المخيم، صرح قائلاً: "نحن عالقون هنا بلا بدائل. المساعدات شحيحة للغاية ولا تكفي لتلبية احتياجاتنا الأساسية. لقد فقد الكثير منا كل شيء، والعودة إلى الدير مستحيلة في الوقت الحالي بسبب الدمار وغياب فرص العمل. نعيش بين مرارة الحاضر وأمل العودة في المستقبل."

وفي سياق متصل، ذكرت أم حسن، وهي من قاطنات المخيم: "نقص الدعم يتفاقم يومًا بعد يوم، ولا أحد يسمع صوتنا. أطفالنا بحاجة إلى مدارس، والمياه النظيفة متوفرة بكميات محدودة، والوضع الصحي مقلق للغاية. نحن بحاجة ماسة إلى تدخل عاجل لتأمين مقومات الحياة الكريمة."

من جهته، أوضح مصطفى العبد، شاب من سكان المخيم: "يعمل الكثير منا في وظائف مؤقتة في الرقة، لكنها غير مستقرة ولا تضمن لنا مستقبلًا أفضل. نحن بحاجة إلى مشاريع عمل حقيقية بالقرب من المخيم."

بدوره، أفاد الناشط أسامة العبدالله لـسوريا 24 بأن تقليص المساعدات يعود إلى أسباب عديدة، أبرزها تراجع التمويل والصراعات السياسية التي دفعت العديد من المنظمات الإنسانية إلى تقليل أنشطتها في المنطقة، الأمر الذي أثر سلبًا على حياة النازحين.

وأضاف أن السكان يعانون من نقص في الخدمات الصحية والتعليمية والغذائية، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية والخدمات الأساسية اليومية.

يبقى مخيم اليوناني شاهدًا على معاناة مئات العائلات التي لم تجد ملجأً سوى هذا المكان المؤقت، في ظل غياب الدعم الكافي وتفاقم التحديات السياسية والاجتماعية التي تخنق المنطقة.

مشاركة المقال: