باسم يوسف يعود إلى الإعلام المصري بجولة عربية ساخرة تشمل دبي وبيروت والأردن

ببراعته وذكائه وخفة دمه المصرية، استطاع باسم يوسف أن يزعزع الرواية الإسرائيلية التي سيطرت لعقود على الإعلام الغربي، وخاصة الأمريكي. تحولت مقابلتاه مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان إلى عمل فني في الكوميديا الساخرة في مواجهة الدعاية المضللة التي تروج للإبادة و"المظلومية الإسرائيلية". في هذا الحوار، يكشف الكوميديان تفاصيل عودته إلى الإعلام المصري وجولته العربية المرتقبة.

■ كيف ستكون عودتك إلى مصر عبر فقرة مع برنامج «الكلمة الأخيرة» على قناة ON التي بُثّت أول من أمس الحلقة الأولى؟

أوضح أن الناس وضعت توقعات عالية عند الإعلان عن فقرتي. الحوارات ستُصوَّر في الولايات المتحدة الأميركية، لأنني أقيم هناك ولا يمكنني ترك مكان سكني، بالإضافة إلى وجود عدد من الجولات لتقديم الـ«ستاند أب كوميدي». ستكون الفقرة أشبه بحوار شخصي، وسأتحدث فيها عن قصص وحواديت من كواليس إطلالاتي في أميركا. سأتكلم عن الوضع هنا بعد السابع من أكتوبر 2023، وصورة المهاجرين العرب من مختلف الجنسيات الذين تركوا أوطانهم في السنوات الأخيرة. اليوم نحن جالية عربية كبيرة، ونتأثر بالأحداث التي يمر بها العالم. نعيش ضمن منظومة عالمية وقد نقوم بأمور لسنا راضين عنها، ولكن أموال ضرائبنا تذهب إليها. هذا الأمر يسبب مشكلة كبرى، وهي وجهة نظر لا تُقال كثيراً. أتكلم باسم المهاجرين مثلي، ولدينا الكثير لنكون صلة الوصل بين ثقافتنا العربية وأصلنا في أميركا.

■ ربط بعضهم بين التوقعات لأن البرنامج انطلق تزامناً مع الذكرى الثانية للإبادة في غزة؟

اعتقد البعض أنني سأقدم محاضرات عن فلسطين، لكن الأمر لن يكون كذلك. سيكون حواراً عن تجربة عشتها في الخارج، وستكون هناك سياسة ولكن من وجهة نظري كمهاجر. البرامج التلفزيونية هي للتسلية سواء كانت كوميدية أو سياسية. أتمنى أن يكون الموضوع جديداً وأن يسلّي الناس.

■ كيف سيكون سقف الحرية في فقرتك؟

أنا أتكلم عن مساحتي الشخصية، لذلك لن تكون هناك مشكلات في الحرية. توقع البعض أن تكون فقرتي شبيهة ببرنامج «البرنامج» الذي سبق أن قدمته على القنوات المصرية. الناس رفعوا سقف توقعاتهم، ولكن أنا مجرد رجل كوميدي ولم آتِ لحلّ مشكلات الناس.

■ أخبرنا عن جولتك العربية المنتظرة؟

سأقوم بجولة عربية قريباً. وأنا كعربي أعيش ازدواجية في الولايات المتحدة الأميركية: كيف نعيش في بطن الوحش؟ سيكون عرض «الستاند أب كوميدي» باللغة الإنكليزية لأنني في البداية انطلقت بتلك اللغة في أعمالي الكوميدية، وهي تصل إلى شريحة أوسع من الناس. دبي متعددة اللغات والجنسيات، وكذلك بيروت، حيث الناس يتحدثون الإنكليزية بطلاقة ويقدّم بعض صنّاع «الستاند أب كوميدي» اللبنانيين عروضهم بالإنكليزية. المهم لديّ أن أصل إلى أكبر عدد من المتابعين. لقد أصبحنا نعيش في عالم واحد وما يحصل يؤثر فينا جميعاً.

■ أي دول عربية ستشمل جولتك؟

أعلنا عن دبي وبيروت في 28 و 29 تشرين الثاني في «بيروت هول» (من تنظيم (2U2C) و (Star System)./ حفلات أعياد بيروت الشتوية)، وسنعلن عن الكويت والبحرين وعُمان والأردن.

■ ذهب ريع جزء من جولتك الأوروبية لغزة، هل ستكون جولتك العربية أيضاً؟

طبعاً كل عروضي يذهب جزء منها كتبرّعات إلى غزة.

■ ما هي الخلطة الإعلامية التي جعلت صوتك مسموعاً في أميركا اتجاه القضية الفلسطينية؟

الحظ والظروف، أنا كل عمري محظوظ. نشرت فيديوهات في مصر لاقت رواجاً، ثم أصبح لدي برنامج تلفزيوني، ثم ظهرت مرتين مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان. أعتقد أنني كنت موجوداً في المكان والوقت المناسبين. كانت هناك مخاطرة وتساءلت: هل ستكون هذه الخطوة أو لا؟ ليس لديّ خلطة، وفي كل مرة كنت أدخل في حوار، كان ممكناً أن ينجرّ نحو مكان آخر.

■ في رأيك، هل بدّل بيرس مورغان موقفه تجاه غزة بسبب مداخلاتك معه؟

كلا، لا أوافق على التحليل وقلت لمورغان في آخر حوار معه. أنت إعلامي أعطيت غطاء إعلامياً كاذباً وبروباغندا لإسرائيل على مدى عامين، واليوم قلت إنك أصبحت على الجهة الأخرى. لقد كان لمورغان دور في نشر الأكاذيب حول غزة، وكان جزءاً من المشكلة. لا يجب أن ننخدع، ونتوقف عن انتظار الرجل الأبيض ليفرحنا بكلمة.

■ لكن مداخلاتك الساخرة مع مورغان تركت أثراً في الرأي العام الغربي؟

الناس يعطوني مساحة أكبر قد لا أستحقها. مورغان كان مشاركاً في التغطية الإعلامية لكل جرائم إسرائيل، واليوم يقول إنه موضوعي. أين كان قبل عامين؟ وهل استغرقه عامين كي يكتشف أن هناك مذبحة؟ لست مقتنعاً.

■ لماذا لم تكن ضمن أسطول الحرية الذي حاول فك الحصار على غزة؟

كل شخص منا لديه دور يقوم به. أنا لا يمكنني أن أقوم بجميع الخطوات. لديّ أسرتي وأنا مدين لعائلتي ويجب أن آخذ رأيها في خطوة مماثلة. أنا لست مناضلاً ولست ناشطاً سياسياً. أنا رجل كوميدي لديه رسالة.

الحرية ليست مطلقة، وأميركا ديكتاتورية «شيك»

■ هل تعتقد أن الفترة التي تمر بها سوريا تشبه إلى حد ما، ما مرّت به مصر سابقاً، وإلى أي مدى الكوميديا قادرة على التغيير؟

أهل سوريا أدرى بحالها. لست متابعاً للكوميديا السوداء في سوريا، ولكن عموماً، تلك الكوميديا لديها رسالة في كل مكان في العالم.

■ باسم يوسف يؤيد فلسطين، ولكن لا تأتي على سيرة المقاومة؟

أنا أتكلم مع المشاهد الأميركي والغربي الذي تسمّم دماغه من ناحية «حماس» والمقاومة. أحياناً قد يأتي الحديث عن المقاومة في الإعلام الأجنبي، كي يفسد المقابلة وندور في الحوار ونلف ساعة بهدف إفساد المقابلة. أنا أتكلم مع المشاهد الغربي ويهمني أن أتحدث عن الصورة التي ترسمها إسرائيل والكذب والبروباغندا الإسرائيلية. لو بقينا نتحدث عن المقاومة، لن نخرج. إنّه بمنزلة فخ يُنصب لنا.

■ لماذا لم تتطرق إلى اليمن في مداخلاتك؟

أتكلم عماذا في اليمن؟. هل أتكلم عن كل شيء في الدنيا؟. أنا أتكلم كمواطن أميركي تذهب أموال ضرائبي إلى دولة ظالمة هي إسرائيل. المواطن الأميركي لا تهمّه لا فلسطين ولا السودان ولا غيرهما. يهمه أن يعرف أين تذهب أمواله. أنا أركز على نقاط معينة في حديثي، لأننا أمام بروباغندا مرعبة، والناس شايفين أن «إسرائيل» أحسن حاجة في الدنيا.

■ لكنها سلسلة مترابطة؟

إسرائيل تضرب في اليمن وسوريا ولبنان، أنا أقول للمواطن الأميركي إنك تدفع الضرائب لـ «إسرائيل». آخذ مداخل معينة لكلامي، لكي يضغط الأميركي على الممثلين له كي يقول إن أمواله لا يجب أن تذهب إلى تلك النقطة.

■ عشت تجربة إعلامية في مصر، وحالياً في الولايات المتحدة الأميركية، كيف تقارن الحرية الإعلامية في البلدين؟

الهوامش مختلفة في كل بلد، كل مكان لديه هامش حرية معين. في أميركا، يمكنك انتقاد الرئيس ولكن عندما تتكلم عن اللوبي، يتّهمونك بمعاداة السامية. الحرية ليست مطلقة، أميركا ديكتاتورية «شيك».

* عرض باسم يوسف: 28 و 29 تشرين الثاني (نوفمبر) ــ «بيروت هول»

اخبار سورية الوطنز2_وكالات _الاخبار