أكد زهير قراط، مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة، أن الوزارة قامت خلال الشهر الماضي بتدخلات لسد العجز التشغيلي الناتج عن توقف الدعم الدولي لعدد من المرافق الصحية في الشمال السوري.
وأوضح قراط لـ سوريا 24 أن الوزارة قامت بدفع رواتب العاملين في المرافق التي توقف عنها الدعم، مما ساهم في استمرار تقديم الخدمات الطبية وتجنب توقفها. وأشار إلى أن القطاع الصحي لا يزال يواجه تحديات كبيرة وضغوطًا متزايدة نتيجة لتوقف عدد من المستشفيات والمراكز الطبية عن العمل خلال عام 2025.
وأضاف قراط أن الدعم المقدم للقطاع الطبي في الشمال السوري قد انخفض بسبب توقف بعض المنظمات عن العمل، بالإضافة إلى انخفاض الدعم الدولي وتحويل بعض المنظمات عملها إلى محافظات أخرى. وأكد أن الوضع الصحي لا يزال تحت ضغط كبير وأن المرافق الحالية غير كافية، مع الأسف لتوقف عمل العديد من المستشفيات والمرافق الصحية خلال عام 2025.
وأشار إلى أن الوزارة تدخلت من الناحية التشغيلية وقامت بدفع الرواتب لجميع المرافق التي توقف عنها الدعم، مما ساهم في تغطية هذا العجز. وأوضح أن التحديات كانت كبيرة من حيث المستلزمات والرواتب، وأن الوزارة تعمل حاليًا على تغطيتها.
كما أوضح قراط أن دعم المنظمات غير كافٍ، وأن الوزارة ستتدخل بشكل تدريجي لتغطية هذه الثغرات، نظرًا لأن دعم المنظمات مؤقت ولا يتسم بالاستدامة، وأن معظم المشاريع تأتي لمدة ستة أشهر ويتم تمديدها لمدة عام في الغالب.
وأشار إلى أن وزارة الصحة تعمل على إعادة تنظيم الخارطة الصحية في إدلب والمناطق المحررة حديثًا، موضحًا أن الوزارة تنسق بشكل مباشر مع مديرية الصحة في إدلب لجمع البيانات من أجل إعادة رسم الخارطة الصحية في المحافظة. وأكد سعي الوزارة إلى إعادة تفعيل المراكز الصحية في الريف الجنوبي والجنوب الشرقي المحرر حديثًا.
وأضاف أنه في حال كانت هذه المنشآت تابعة للوزارة، فستستمر الوزارة في دعمها. أما في حال كانت مستأجرة أو تابعة لجهات أخرى، فسيتم نقلها إلى أماكن جديدة، مع بقاء الكادر الطبي فيها تابعًا بالكامل للوزارة.
ويؤكد العاملون في الشأن الصحي أن هذا التدخل يأتي في إطار محاولة وزارة الصحة سد الفجوة التشغيلية وضمان استمرارية الخدمات الأساسية، في وقت ما يزال فيه الدعم الدولي متذبذبًا وغير مستدام، مشيرين إلى أن الجهود الحكومية الأخيرة تمثل خطوة نحو تحقيق الاستقرار التشغيلي في القطاع الطبي في الشمال السوري.