يشهد الواقع الخدمي والمعيشي في منطقة المزة بالعاصمة دمشق تدهوراً ملحوظاً، مما يزيد من معاناة السكان اليومية في ظل غياب حلول جذرية. فالمشكلات المتفاقمة في توفير المياه والكهرباء والمواصلات، بالإضافة إلى ارتفاع الإيجارات وتراجع مستوى النظافة العامة، أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل الأهالي الذين يصفون الوضع بأنه "الأسوأ منذ سنوات".
يقول وائل محمد، أحد سكان ساحة الهدى بالمزة، في حديث له: "الوضع الخدمي سيئ للغاية من جميع النواحي. فالمياه تصل كل يومين أو ثلاثة أيام ولساعات محدودة لا تكفي لملء الخزانات. نضطر لشراء المياه من الصهاريج بأسعار باهظة لتلبية احتياجاتنا الأساسية".
ويضيف: "الكهرباء أيضاً لا تتوفر إلا لفترات قصيرة جداً، قد تصل إلى ساعة واحدة في اليوم، مما يصعب تشغيل الأجهزة المنزلية أو إنجاز أي عمل يعتمد على الطاقة الكهربائية".
من جهتها، تشير رهام أحمد، وهي موظفة تقطن في حي المزة، إلى أن أزمة النقل تزيد الوضع تعقيداً، موضحة: "على الرغم من وجود خطوط نقل عامة، إلا أن عدد الميكروباصات قليل ومتهالك، وغالباً ما تكون مكتظة. الوصول إلى العمل في الصباح أصبح مهمة شاقة، خاصة مع ارتفاع تكاليف سيارات الأجرة التي أصبحت الخيار الوحيد للكثيرين".
ويؤكد أبو خالد، أحد سكان حي المزة، أن مستوى النظافة العامة في انحدار مستمر، قائلاً: "تتراكم النفايات لأيام في بعض الشوارع قبل إزالتها، مما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات. الوضع غير مقبول، وهناك شعور متزايد بأن المنطقة تُركت لمصيرها دون أي متابعة جادة من البلديات".
وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، لا تزال الإيجارات في المزة مرتفعة جداً مقارنة ببقية مناطق دمشق، حيث تبدأ – بحسب السكان – من ثلاثة ملايين ليرة سورية شهرياً، وقد تتجاوز خمسة ملايين في بعض الأحياء. ويقول وائل محمد إن "الأسعار لا تعكس مستوى الخدمات المتدني، ولكن لا يوجد بديل أفضل، لذلك يضطر الناس للبقاء على الرغم من كل المعاناة".
ويطالب سكان المزة الجهات المعنية في دمشق باتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الخدمات الأساسية وتخفيف الأعباء عن المواطنين، مشيرين إلى أن استمرار هذا التدهور سيجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة ويزيد من معاناة الأسر التي تعيش على دخل محدود في واحدة من أهم مناطق العاصمة.