أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العلاقات بين روسيا وسوريا تقوم على أسس الصداقة المتينة والتعاون المتبادل، نافياً أي دوافع انتهازية في هذه العلاقات. وأشار إلى التواصل المستمر والمباشر مع القيادة السورية.
في مقابلة مع قناة "آر تي"، أوضح لافروف أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس أحمد الشرع، وأن وفداً حكومياً روسياً موسعاً زار دمشق في بداية هذا العام لمتابعة المشاريع التي بدأت في المرحلة السابقة، مع إمكانية استمرارها في ظل الظروف الحالية مع إدخال بعض التعديلات.
وشدد لافروف على الأهمية الخاصة لمشاركة الرئيس الشرع في القمة الروسية العربية الأولى المزمع عقدها في موسكو منتصف الشهر الجاري، متوقعاً أن تشهد القمة "محادثات جادة". وأشار إلى سلسلة اللقاءات التي جمعت مسؤولين روس وسوريين، بما في ذلك لقاء وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني في أنطاليا، ثم في موسكو في تموز الماضي، وكذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأكد لافروف أن روسيا تولي اهتماماً كبيراً باستمرار المشاريع التي بدأت سواء في الحقبة السوفيتية أو بعد عام 2011، في مجالات دعم الاقتصاد الوطني والصناعة والزراعة والطاقة، مع تعديلها لتناسب الظروف الجديدة. وذكر بزيارة وفد حكومي روسي موسع برئاسة نائب رئيس الحكومة الروسية ألكسندر نوفاك إلى دمشق في بداية أيلول الماضي لإجراء محادثات مع الجانب السوري.
وفيما يتعلق بالقواعد العسكرية الروسية في سوريا، أكد لافروف أن الرئيس بوتين صرح مراراً بأن روسيا لن تبقى في سوريا إذا رفضت القيادة السورية ذلك، لكنه أشار إلى أن سوريا وعدداً من دول المنطقة مهتمة ببقاء الوجود الروسي هناك.
واقترح لافروف أن تكون إحدى المهام الرئيسية للوجود الروسي هي إنشاء مركز إنساني يستخدم الميناء والمطار لتوصيل المساعدات الإنسانية من روسيا ودول الخليج إلى الدول الإفريقية، معرباً عن استعداد بلاده لتنسيق التفاصيل وسط "فهم متبادل" و"اهتمام مشترك" بهذا المقترح.
وحول الوضع الداخلي في سوريا، تطرق لافروف بشكل خاص إلى الوضع في الجنوب، ودعا جميع الدول ذات التأثير إلى إدراك أن "وحدة سوريا هي مصلحة للجميع". وحذر من مخاطر الطروحات الانفصالية لـ"قسد"، معرباً عن القلق من أن تؤدي إلى تفاقم المشكلات في جميع دول المنطقة الأخرى.