نظم عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة في مدينة دوما، صباح اليوم الخميس، وقفة احتجاجية في ساحة الحرية تحت شعار "من قلب التحدي ومن أجل مستقبل عادل". طالب المحتجون بحقوقهم الأساسية، مع التركيز على معاناتهم اليومية في ظل نقص الدعم والاهتمام الرسمي بقضاياهم.
رفع المشاركون لافتات تؤكد حقهم في التعليم والعمل والحياة الكريمة، ودعوا الجهات المعنية إلى إعطاء قضايا ذوي الإعاقة الأولوية، باعتبارهم جزءًا كبيرًا من المجتمع يستحق الدعم والرعاية وليس التهميش.
وقال موفق هارون، أحد منظمي الوقفة، في تصريح خاص لـ"سوريا 24": "نظمنا اليوم وقفة احتجاجية لذوي الإعاقة في دوما وما حولها بسبب الوضع المؤسف. لدينا أكثر من ألفي شخص من ذوي الإعاقة، معظمهم من إصابات الحرب أو المتضررين من الهجمات الكيماوية، ومع ذلك فهم يفتقرون إلى الخدمات الأساسية".
وأضاف هارون أن مطالب المشاركين تتمحور حول توفير مركز للعلاج الفيزيائي ومركز للأطراف الصناعية داخل المدينة، بالإضافة إلى مركز لتأهيل إصابات النخاع الشوكي ومدارس متخصصة للمكفوفين والصم والبكم والأطفال ذوي متلازمة داون.
وأشار إلى أن عدم وجود مكتب لوزارة الشؤون الاجتماعية في دوما يزيد من معاناة هذه الفئة، قائلاً: "طالبنا مرارًا وتكرارًا بافتتاح مكتب للوزارة في دوما، لأن العدد الأكبر من ذوي الاحتياجات الخاصة موجود هنا، لكننا ما زلنا مضطرين للذهاب إلى حرستا لإنجاز أي معاملة، وهذا يمثل عبئًا كبيرًا على الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية".
كما أشار إلى أن مستخدمي الكراسي المتحركة يواجهون صعوبات في الوصول إلى المدارس والمرافق العامة بسبب عدم وجود بنية تحتية مناسبة، مؤكدًا أن من حقوقهم الأساسية توفير وسائل نقل خاصة وخدمات علاج وتأهيل مناسبة.
واختتم هارون حديثه قائلاً: "نحن لا نطلب أكثر من حقوقنا الطبيعية في التعليم والعلاج والعمل. نريد فقط أن نُعامل مثل أي شخص آخر. أصبح ذوو الإعاقة في العديد من البلدان نموذجًا للإنتاج والإبداع، لكننا ما زلنا نعامل كفئة مهمشة تنتظر المساعدة".
ووفقًا للمنظمين، فإن هذه الوقفة هي رسالة سلمية إلى المسؤولين والمنظمات الإنسانية لتذكيرهم بأن الإعاقة لا تعني العجز، بل هي قوة قادرة على إحداث التغيير متى توفرت الفرصة والدعم.