أعلن الكرملين عن تأجيل القمة الروسية العربية التي كان من المقرر عقدها في موسكو في منتصف تشرين الأول الحالي. جاء هذا الإعلان عقب اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، 9 تشرين الأول.
أوضح الكرملين أن سبب التأجيل يعود إلى بدء المرحلة النشطة من تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الأوضاع في غزة، وصعوبة حضور بعض الزعماء العرب. وأشار إلى أن الموعد الجديد سيحدد لاحقًا بالاتفاق بين الجانبين الروسي والعراقي، وسيتم إبلاغ جميع العواصم العربية عبر القنوات الدبلوماسية.
وكانت حماس وإسرائيل قد توصلتا إلى اتفاق في 8 تشرين الأول، خلال جولة مفاوضات غير مباشرة في مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز المخابرات التركي، إبراهيم قالن، بالإضافة إلى رئيس جهاز المخابرات المصري، حسن محمود رشاد.
وكان من المقرر أن تعقد القمة الروسية العربية في تشرين الأول الحالي بين موسكو وعواصم عربية، بما في ذلك دمشق. وذكرت السفارة السورية في موسكو، في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية في 10 أيلول الماضي، أن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، سيرأس وفد سوريا في القمة الروسية العربية المقبلة. وقد سبق الإعلان عن الزيارة خلال المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، مع الوفد الروسي بدمشق، برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، في 9 أيلول الماضي. كما صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال زيارة الوزير الشيباني لروسيا في 31 تموز، بأن روسيا تتطلع لزيارة الشرع إلى روسيا لحضور القمة العربية الروسية.
وكان بوتين قد دعا في 17 أيار الماضي جميع قادة جامعة الدول العربية إلى القمة. وأكد بوتين في بيان نشره الكرملين أن روسيا تعتزم مواصلة تطوير الحوار البناء مع جامعة الدول العربية بكل السبل الممكنة، بالإضافة إلى بناء علاقات ودية مع جميع أعضائها. وأشار إلى أن القمة ستساهم في زيادة تعزيز التعاون متعدد الأوجه، ذي المنفعة المتبادلة للدول، وستساعد في ضمان السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تشير المؤشرات إلى تحسن العلاقات السورية الروسية في الفترة الأخيرة، بعد التحول السياسي الذي شهدته سوريا في أواخر عام 2024 إثر سقوط نظام الأسد، الذي كانت روسيا من أبرز داعميه. وبحسب الأوساط السياسية، يشهد التقارب السوري الروسي تقدمًا ملحوظًا في العلاقات الدبلوماسية بينهما.
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في 30 أيلول تقريرًا بمناسبة الذكرى العاشرة للتدخل العسكري الروسي في سوريا، طالبت فيه بتقديم اعتذار رسمي، ودفع تعويضات للضحايا، وتسليم رئيس النظام السابق بشار الأسد. وذكر التقرير أن روسيا قدمت دعمًا شاملًا لنظام الأسد سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، وعرقلت المساءلة الدولية باستخدام حق النقض 18 مرة، منها 14 بعد تدخلها العسكري، وصوتت 21 مرة ضد أي إدانة للنظام في مجلس حقوق الإنسان. وأضافت الشبكة أن التدخل العسكري الروسي أسهم في استعادة النظام السيطرة على مناطق استراتيجية مثل حلب والغوطة ودرعا وإدلب.