أطلقت إسرائيل سراح الناشط السوري، عبد الرحمن الدالاتي، الذي شارك في أسطول الحرية على متن سفينة "الضمير" بهدف كسر الحصار عن غزة. وقد أكدت شقيقته، الصحفية يمان الدالاتي، لوكالة عنب بلدي خبر الإفراج عنه ووصوله إلى مدينة إسطنبول التركية، وذلك بعد احتجازه لمدة ثلاثة أيام تقريبًا في سجن النقب الإسرائيلي.
وأوضحت يمان أن شقيقها بصحة جيدة ويتواجد حاليًا لدى السلطات التركية، حيث يقوم بملء نموذج أعدته السلطات التركية للناشطين الأتراك وغيرهم، لتوثيق ما تعرضوا له في السجون الإسرائيلية، بهدف تقديم هذه الشهادات كأدلة ربما إلى المحكمة الجنائية الدولية. وكانت تركيا قد أعلنت في أيار 2024 انضمامها إلى الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
عبد الرحمن، وهو من مواليد مدينة حمص عام 1996، يحمل الجنسيتين التركية والسورية. وإلى جانب عمله كمهندس أجهزة طبية، ينشط عبد الرحمن في دعم قضايا سوريا وفلسطين. وأشارت يمان إلى أن شقيقها تعرض لضغوط نفسية كبيرة خلال فترة احتجازه في سجن النقب الإسرائيلي، حيث مارس الجنود الإسرائيليون مختلف أساليب الترهيب على المشاركين في الأسطول، وفقًا لتقارير عديدة صدرت خلال فترة الاحتجاز. وأضافت أن العائلة علمت بالإفراج عن عبد الرحمن قبل نصف ساعة فقط من هبوط الطائرة في مطار إسطنبول، عندما وردت قائمة بأسماء الركاب وكان اسم عبد الرحمن من بينها.
وفيما يتعلق بظروف مشاركته في أسطول الحرية، أوضحت يمان أن الأمر جاء بشكل مفاجئ، حيث طلبت جمعية "هيئة الإغاثة التركية" (IHH) مهندس أجهزة طبية في الليلة التي سبقت الرحلة، فانطلق عبد الرحمن على الفور، موضحة: "في يوم وليلة أصبح على متن السفينة".
اعتقال
وكانت السلطات الإسرائيلية قد اعتقلت الدالاتي يوم الأربعاء 8 تشرين الأول، أثناء مشاركته في أسطول الحرية الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي على غزة. وقال المتحدث باسم الأسطول، قاسم أكتاغ: "حاصرتنا السفن، ويقترب الجنود للصعود على متنها، لا تنسونا أبدًا، أبقونا محط الأنظار، فلنحافظ على وحدتنا وتضامننا"، وفقًا لوكالة "الأناضول" التركية. وذكرت الوكالة أن سفينة "الضمير" تحمل ما يكفي من الأطباء والإمدادات الطبية لتشغيل ثلاثة مستشفيات على الأقل في قطاع غزة.
انتهاك صارخ
أعربت "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة" عن "إدانتها الشديدة" للهجوم الذي شنته قوات البحرية الإسرائيلية ضد تسع سفن تابعة لأسطول كسر الحصار الذي ينظمه "تحالف أسطول الحرية ومبادرة ألف مادلين لغزة"، والذي يضم 145 ناشطًا دوليًا من أكثر من 25 دولة حول العالم، أثناء إبحارها في المياه الدولية. واعتبرت اللجنة في بيان صدر يوم الأربعاء 8 تشرين الأول أن هذا الهجوم يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقواعد حرية الملاحة، و"اعتداءً واضحًا" على المدنيين العزل والمتضامنين الدوليين الذين كانوا على متن السفن في مهمة إنسانية تهدف إلى إيصال المساعدات والإمدادات الأساسية إلى سكان غزة. ووفقًا لـ "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني"، وصل عدد الضحايا منذ "7 أكتوبر" 2023 إلى 67,137 قتيلًا. وبدأ أمس تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية إلى الخط الأصفر، وسط عودة الآلاف من النازحين إلى أحيائهم.