تتفاقم في ريف الرقة ظاهرة تحويل الطرق المعبدة إلى ساحات لتجفيف المحاصيل الزراعية، خاصة الذرة الصفراء والجبس البذري، مما يشكل خطرًا متزايدًا على حركة المرور. هذه الممارسة، التي ازدادت حدة منذ بداية الأزمة السورية وتعطّل عمل العديد من المنشآت الحكومية، وعلى رأسها مجفف الذرة الصفراء، أثرت بشكل ملحوظ على سلامة الطرق.
قبل عام 2011، كانت هناك منشآت حكومية مخصصة لتجفيف المحاصيل، مما قلل من اعتماد المزارعين على الطرق العامة. ولكن بعد توقف هذه المنشآت، اضطر المزارعون لاستخدام الطرق كمساحات مفتوحة لتجفيف محاصيلهم، في ظل غياب بدائل مناسبة أو دعم من الجهات المعنية.
يواجه السكان وسائقو السيارات صعوبات جمة نتيجة لهذا الوضع، حيث سُجلت حوادث سير عديدة بسبب انتشار المحاصيل على الطرق، مما يقلل من المساحات المتاحة للقيادة ويتسبب في انزلاق المركبات، خاصة في الليل أو أثناء هطول الأمطار.
وقال عبد الرحمن الحسن، وهو مزارع من قرية ميسلون بريف الرقة الشمالي، في تصريح خاص لـ”سوريا 24″: “المشكلة كبيرة بالنسبة لنا كمزارعين، فلا نجد مكانًا آخر لتجفيف الذرة أو الجبس البذري. الطرقات هي المساحة الوحيدة المتاحة، وندرك أنها تسبب إزعاجًا وخطرًا للناس، لكننا بلا بديل حقيقي.”
من جهته، حذّر السائق سامي الجاسم من خطورة الوضع على مستخدمي الطرق قائلاً: “التصاق المحاصيل بالإسفلت يسبب انزلاق السيارات ويضعف الرؤية أحيانًا. شاهدت حوادث كثيرة بسبب ذلك، والسلطات لم تتخذ إجراءات فعالة حتى الآن.” وأضاف الجاسم: “كثير من المزارعين يضعون الحجارة حول المحاصيل لحمايتها من مرور السيارات، لكن السائقين يفاجأون بها ليلًا، ما يؤدي إلى حوادث خطيرة.”
يطالب سكان الرقة وريفها بتفعيل مجفف الذرة الصفراء أو إنشاء مناطق مخصصة لتجفيف المحاصيل، مع تقديم دعم فني ولوجستي للمزارعين، وتنظيم استخدام الطرقات بما يضمن سلامة الجميع. ويبقى التحدي الأكبر في تحقيق توازن بين حاجة الفلاحين لتجفيف محاصيلهم والحفاظ على سلامة المرور. فالحل الأمثل يتطلب تعاونًا جادًا بين السلطات المحلية والمجتمع المدني، لضمان بيئة آمنة ومنتجة تحفظ حقوق جميع الأطراف.