الأحد, 12 أكتوبر 2025 04:40 PM

يلدا تستغيث: غياب الخدمات الأساسية يفاقم معاناة الأهالي

يلدا تستغيث: غياب الخدمات الأساسية يفاقم معاناة الأهالي

يشكو أهالي ريف دمشق الجنوبي من تردي الأوضاع الخدمية في مناطقهم، حيث تتفاقم المشاكل المتعلقة بانقطاع الكهرباء وتراكم القمامة واهتراء الطرق، بالإضافة إلى نقص الخدمات الصحية والبلدية. ولا تزال بعض الأحياء تعاني من آثار الحرب.

في بلدة يلدا، يصف أبو أحمد، أحد سكان حي دعبول، الوضع المتردي للشوارع، مشيرًا إلى خطورة الجورة الواقعة وسط الطريق، خاصة في الليل بسبب انعدام الرؤية. ويخشى الأهالي سقوط السيارات أو الدراجات أو حتى الأطفال فيها. ويذكر حادثة سقوط طفل من مدرسة هايل عبد الله في الجورة ونجاته بأعجوبة. كما يؤكد انتشار القمامة على جانبي الطريق، خاصة في الأحياء الطرفية، بسبب غياب خدمات النظافة، مما يزيد من الروائح الكريهة وانتشار الحشرات.

حي السليخة… حيّ منسيّ وسط الركام

يعاني حي السليخة من الإهمال والنسيان، حيث تسير الحياة بصعوبة وسط أكوام الأنقاض المتراكمة منذ سنوات. وتتراكم النفايات على جوانب الطرق دون ترحيل، مما يسبب روائح خانقة وانتشارًا للحشرات والأمراض. يقول أبو جعفر، أحد سكان الحي، إنهم يعيشون وسط ركام الحرب وبقاياها، مشيرًا إلى أن خدمات النظافة معدومة تمامًا، وأن البلدة لم تشهد أي حملة ترحيل أو تنظيف منذ أشهر. ويضيف أن حفر الصرف الصحي المكشوفة تشكل خطرًا دائمًا، حيث سُجلت عدة حالات سقوط، خاصة بين الأطفال. كما يوضح أن الليل في السليخة مظلم تمامًا بسبب غياب الإنارة في الشوارع والمنازل، مما يجعل التنقل بعد الغروب محفوفًا بالمخاطر.

أما محمد علي، من سكان حي الزين، فيتحدث عن انقطاع الكهرباء معظم اليوم وعدم وجود برنامج تقنين واضح. ويشير إلى أن الشوارع محفرة بنسبة تتجاوز 90% وتحتاج إلى تعبيد عاجل، بالإضافة إلى عدم استكمال حفريات مياه الشرب منذ أكثر من شهر، مما ترك الطرق مليئة بالردميات والحصى. كما يوضح أن الازدحام أمام الفرن الآلي أصبح مشهدًا يوميًا بسبب انتشار الباعة العشوائيين، مما يسبب فوضى وصعوبة في الحصول على الخبز. ويؤكد أن حيي السليخة والزين ما يزالان يرزحان تحت أنقاض الحرب، حيث تنتشر الأنفاق والمخلفات الحربية، ويغيب أي شكل من أشكال مقومات الحياة.

أصوات وضوضاء تملأ المكان

يلفت محمد علي إلى انتشار الدراجات النارية بين الأطفال دون السن القانونية، مما يسبب فوضى في الشوارع وحوادث متكررة. ويضيف أن الأصوات المزعجة لهذه الدراجات لا تتوقف، خاصة في فترات الليل، مما يجعل الأهالي يعيشون حالة من الإزعاج الدائم وغياب الهدوء داخل الأحياء السكنية. ويشتكي الأهالي من غياب شرطة المرور رغم الكثافة السكانية العالية، خاصة في ساحة الكشك ودوار الباسل، مما يؤدي إلى ازدحام خانق نتيجة انتشار البسطات والتعديات على الأرصفة والطرقات. ويؤكد السكان أن خدمة الهاتف الأرضي منقطعة بنسبة 90%، فيما يعاني مركز يلدا الصحي من ترد شديد في النظافة وسوء معاملة بعض العاملين، إضافة إلى نقص حاد في المواد الطبية الأساسية.

أصوات تنتظر الحل

يطالب أهالي يلدا الجهات المعنية بإطلاق حملة خدمية عاجلة تشمل رفع القمامة، وردم الحفر، وتأهيل الطرق، وضبط الأسواق، وإعادة تفعيل المرافق العامة. ويؤكد الأهالي أن ما تعيشه البلدة اليوم ليس نقصًا في الخدمات فحسب، بل غيابًا شبه كامل لمظاهر الحياة الطبيعية.

مشاركة المقال: