شهد الموسم الرمضاني الماضي تنوعًا ملحوظًا في محتوى المسلسلات، حيث قدمت أعمالًا اجتماعية، فانتازية، شامية، وكوميدية. برز مسلسل «ما اختلفنا» في جزئه الثاني، محققًا حضورًا لافتًا بين الأعمال السورية والعربية، بفضل تناوله قضايا اجتماعية معاصرة بأسلوب كوميدي درامي ساخر ومؤثر.
المسلسل، الذي اعتمد على حلقات منفصلة متصلة، عكس صورة حية لمشكلات المجتمع السوري، وهموم الناس البسطاء في ظل المعاناة اليومية من فقر وبطالة وفساد وتحديات أسرية وسياسية.
مزيج من الكوميديا السوداء والدراما الاجتماعية
يمزج «ما اختلفنا» بين الكوميديا السوداء والدراما الاجتماعية، ويجمع بين الواقع والخيال بأسلوب مبتكر، مما يتيح له التعبير عن قضايا سياسية واجتماعية حساسة بلغة ساخرة. ورغم تناوله للقضايا المأساوية في المجتمع السوري، تجنب المسلسل التحول إلى دراما تقليدية مظلمة، مفضلًا النقد بلسان كوميدي يكشف الفساد ويعكس معاناة المواطن في سياق مليء بالمفارقات واللحظات الطريفة.
تناول سقوط النظام
ركز العمل على معاناة ملايين السوريين الذين لجأوا إلى مختلف دول العالم، وتناول تداعيات سقوط النظام الحاكم بعد سنوات من الاضطهاد والقمع، كأول مسلسل سوري يتناول هذا الموضوع. كما سلط الضوء على التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها سوريا في فترة ما بعد الحرب، مع التركيز على الصراع النفسي للأفراد الذين عاشوا في ظل نظام القمع.
لم يقتصر المسلسل على القضايا السياسية، بل تطرق إلى قضايا اجتماعية مثل العلاقات الأسرية، الفساد الإداري، الفوارق الطبقية، والهموم اليومية للمواطنين، وعرض صراع الهوية والتصالح مع الماضي في إطار نقدي.
كوميديا الواقع المعاش
على الرغم من تناوله مواضيع سياسية واجتماعية حساسة، مثل حكم الأسد والفساد وتدهور الوضع الاقتصادي، حمل المسلسل حالة من التفاؤل والقدرة على الضحك في أشد الظروف قسوة. يسعى «ما اختلفنا»، بأسلوبه الكوميدي، إلى عكس حالة الشعوب العربية الراهنة، وإثارة أسئلة حيوية حول الحرية والتغيير والكرامة الإنسانية، وتقديم فرصة للمشاهدين للتفاعل مع القضايا الاجتماعية والمشكلات السياسية بطريقة نقدية ساخرة جذبت المتابعين وأسهمت في رواج العمل في المحطات العربية.
فنانو المسلسل
شارك في مسلسل «ما اختلفنا 2» فنانون كثر، منهم: محمد خير الجراح، باسم ياخور، محمد حداقي، فادي صبيح، جمال العلي، نادين تحسين بيك، سامية الجزائري، نور علي، ديمة الجندي، سلمى المصري، أندريه سكاف، طلال مارديني، أيمن عبد السلام، رامز الأسود. تولى إخراج العمل وائل أبو شعر، أما عملية التأليف فشاركت فيها مجموعة من الكتاب العرب بإشراف الكاتب زياد ساري، وإنتاج شركة «ميتافورا للإنتاج الفني».