الإثنين, 13 أكتوبر 2025 07:09 PM

حلب: برنامج تقنين جديد للكهرباء بعد عقد من الانقطاع

حلب: برنامج تقنين جديد للكهرباء بعد عقد من الانقطاع

أعلنت الشركة العامة لكهرباء محافظة حلب عن تطبيق برنامج جديد للتقنين الكهربائي ابتداءً من اليوم الاثنين، الموافق 13 تشرين الأول. يشمل البرنامج جميع أحياء المدينة ومناطق الريف الشرقي والجنوبي، وفقًا لبيان نشرته الشركة عبر صفحتها على “فيسبوك” مساء الأحد 12 تشرين الأول.

يقسم البرنامج مناطق المحافظة إلى 16 مجموعة، تتناوب على ثلاث فترات تغذية يومية تبدأ من منتصف الليل حتى العاشرة مساءً. تتبدل مواعيد التغذية بين المناطق لتوزيع التيار الكهربائي بشكل أكثر توازنًا. وأوضحت الشركة أن مدة التغذية في كل فترة ستتراوح بين ساعتين وأربع ساعات، حسب كمية التوليد المتاحة.

آراء السكان حول البرنامج الجديد

رصدت عنب بلدي آراء متباينة بين سكان المدينة حول البرنامج الجديد. عبر عدد منهم عن ارتياحهم لتحديد فترات واضحة للتغذية، معتبرين أن هذه الخطوة تساعد على تنظيم الوقت وتخطيط الأعمال المنزلية والمهنية. وقالت آية مصري، من سكان حي صلاح الدين، لعنب بلدي، إن إعلان الشركة عن برنامج واضح للتقنين الكهربائي لاقى استحسانًا، فهو خطوة طال انتظارها بعد سنوات من الانقطاعات المفاجئة وغير المنظمة. وأضافت أن العديد من الجيران عبروا عن ارتياحهم لوضوح المواعيد المعلنة للتيار الكهربائي، معتبرة أن ذلك يقلل من الفوضى اليومية ويتيح للأهالي ترتيب شؤون البيت والعمل بشكل أفضل. وأوضحت أن العائلات كانت تعيش قلقًا مستمرًا بسبب عدم معرفة أوقات وصول الكهرباء، مما أثر على استخدام الأجهزة المنزلية وإدارة الأعمال الصغيرة. كما أشارت إلى أن الإعلان أعاد بعض الثقة إلى الأهالي تجاه الجهات المعنية، إذ يبدو أن هناك محاولة فعلية لمعالجة المشكلة بطريقة منهجية.

وفي السياق ذاته، اعتبر عمار بودقة، صاحب ورشة خياطة في حي الإسماعيلية، أن انتظام التقنين سيمكن أصحاب الورش من إعادة ترتيب ساعات العمل وتخفيف الخسائر الناتجة عن الانقطاعات المفاجئة.

في المقابل، رصدت عنب بلدي آراء أخرى عبرت عن حذر بشأن مدى الالتزام بالجدول المعلن، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة الاعتماد على الكهرباء في التدفئة. وأفاد محمود جلب، من حي الصاخور، بأن الأهالي ما زالوا سيتعاملون مع البرنامج بتحفظ، في ظل تخوف من انخفاض كميات التوليد خلال الأيام الباردة. كما أشارت رشا سرميني، من حي الأنصاري الشرقي، إلى أن أي تراجع في الالتزام سيؤثر مباشرة على قدرة الأسر على التدفئة، في ظل ارتفاع أسعار المازوت والحطب.

أول برنامج تقنين منذ سنوات

يعد البرنامج الجديد أول محاولة رسمية لتنظيم التقنين على نطاق شامل منذ سنوات طويلة، في وقت يعول سكان المدينة على وعود الشركة والمحافظة بتحسين مستوى الخدمة خلال فصل الشتاء المقبل. ويأتي برنامج التقنين بعد أكثر من عقد من غياب نظام التقنين المنتظم عن مدينة حلب. وتوقفت الجداول المعلنة منذ صيف عام 2012 مع اندلاع المعارك داخل المدينة وتضرر البنية التحتية لقطاع الكهرباء بشكل واسع. وخلال سنوات الحرب، انقطعت التغذية الكهربائية عن معظم الأحياء لأشهر طويلة، قبل أن تعود بشكل تدريجي بعد عام 2017، ولكن بساعات محدودة لا تتجاوز أربع ساعات يوميًا، ومن دون نظام تقنين واضح أو التزام ثابت بالمواعيد.

عطل عام يسبق التقنين

ترافق إعلان البرنامج الجديد للتقنين مع انقطاع عام في مدينة حلب خلال اليومين الماضيين، قبل أن تعود الكهرباء أمس، 12 من تشرين الأول. وأصدرت المحطة الحرارية بيانًا توضيحيًا أفاد بوجود عطل عام في ساحة التحويل على القواطع وخروج محولة الطوارئ الثانية عن الخدمة في محطة التحويل التابعة للمحطة الحرارية. وأضاف البيان الذي نشرته المحطة عبر صفحتها في “فيسبوك“، أن ورشات الصيانة التابعة لنقل الطاقة، بالتعاون مع ورشات المحطة، تعمل على عزل محولة وإعادة محولة الطوارئ إلى الخدمة. وأشارت إلى استمرار الصيانة على القواطع حتى الانتهاء من جميع الأعطال. وأوضح البيان أن التغذية عادت مؤقتًا عبر محولة إقلاعية لإعادة تشغيل المجموعة الخامسة، بينما تتواصل أعمال الإصلاح لضمان استقرار الشبكة الكهربائية في المدينة.

وكان محافظ حلب، عزام غريب، قدم توضيحات حول التراجع في التغذية الكهربائية. وأكد عبر “فيسبوك”، في 4 من تشرين الأول، أن التحسن الحالي جزء من خطة لإعادة الاستقرار تدريجيًا. وأوضح أن بعض محطات التوليد لم تستفد بالكامل من الغاز بسبب تضرر شبكة الأنابيب الداخلية وفقدان كميات كبيرة نتيجة الاهتراء والتخريب. وبحسب غريب، تسبب الأمر في تحويل الغاز مؤقتًا إلى محطات أخرى. ولفت إلى أن زيادة كميات الغاز الأخيرة ساهمت في التحسن، مع استمرار أعمال تأهيل محطات التحويل وخطوط التوتر لضمان توزيع عادل ومنتظم وإصدار جداول تقنين واضحة خلال المرحلة المقبلة.

مشاركة المقال: