الإثنين, 13 أكتوبر 2025 06:52 PM

وفد هولندي يبحث في دمشق تسهيل عودة اللاجئين السوريين بالتنسيق مع الأمم المتحدة

وفد هولندي يبحث في دمشق تسهيل عودة اللاجئين السوريين بالتنسيق مع الأمم المتحدة

بحث وفد من السفارة الهولندية في لبنان، خلال زيارة رسمية إلى دمشق، سبل التعاون المباشر بين سوريا وهولندا لتسهيل عودة اللاجئين السوريين وتهيئة الظروف المناسبة لذلك. جرى هذا بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

اللقاء الذي عُقد يوم الأحد 12 تشرين الأول، جمع الوفد الهولندي برئاسة الموفد الخاص للهجرة بيتر شرمان ورئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية قتيبة بدوي، بحضور المدير العام للهجرة فيكتور كرايمر، ومدير الشؤون الدولية لدائرة الإعادة إلى الوطن روب فان بوكهوفن، والموفد الخاص إلى سوريا ليكس غيرتز.

رغبة هولندية في دعم العودة الطوعية

أكد الوفد الهولندي رغبة بلاده في تعزيز التعاون المباشر مع الحكومة السورية في ملف العودة الطوعية للاجئين. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين المقيمين في هولندا أبدوا استعدادهم للمساهمة في عملية الاستقرار طويل الأمد داخل بلادهم.

كما عرض الوفد الدعم الذي تقدمه هولندا لدول الجوار السوري في هذا الملف، ولا سيما لبنان والأردن وتركيا.

من جانبه، رحّب رئيس الهيئة العامة للمنافذ قتيبة بدوي بالوفد، مثمّناً الجهود التي تبذلها الحكومة الهولندية في دعم مشاريع الاستقرار وإعادة الإعمار. وشدد على أهمية استمرار التنسيق مع الجانب الهولندي، خصوصاً في مجال تأهيل المنافذ الحدودية وتطوير كوادرها الفنية والإدارية لضمان عودة السوريين إلى وطنهم بأمان وكرامة.

وفي ختام اللقاء، أبدى الجانب الهولندي استعداده لتقديم دعم فني ومؤسسي للهيئة في مجالات التدريب وتبادل الخبرات، واتفق الطرفان على مواصلة التشاور والتنسيق خلال المرحلة المقبلة.

تنسيق مستمر مع الأمم المتحدة

وتأتي الزيارة بعد أسابيع من لقاء جمع بدوي مع رئيس بعثة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، غونزالو فارغاس يوسا، حيث جرى بحث سبل التعاون في ملف العودة من دول الجوار، إضافة إلى مناقشة المشاريع المقترحة للأعوام 2025 – 2026، والآليات الكفيلة بضمان عودة طوعية وكريمة وآمنة للسوريين الراغبين بالعودة.

وقدّم بدوي خلال الاجتماع عرضاً حول تطور عمل الهيئة العامة للمنافذ منذ تحريرها وحتى اليوم، متحدثاً عن المشاريع المنفذة بالتعاون مع المفوضية والعقبات التي تواجه تنفيذ بعضها، إلى جانب خطط تطوير مستقبلية لتعزيز كفاءة المنافذ والخدمات المقدمة للعائدين.

من جهته، أشاد فارغاس يوسا بالتعاون القائم بين الهيئة والمفوضية، واصفاً إياه بأنه نموذج يُحتذى على المستوى الدولي، مثنياً على أداء الكوادر السورية العاملة في المنافذ وحسن تعاملها مع المسافرين والعائدين.

تحولات أوروبية في ملف اللاجئين السوريين

تأتي الزيارة الهولندية إلى دمشق في ظل تحول تدريجي في المواقف الأوروبية حيال ملف اللاجئين السوريين، إذ بدأت بعض الدول، بينها الدنمارك والنمسا وهولندا، مراجعة سياساتها تجاه بقاء اللاجئين وفتح قنوات محدودة للتواصل مع دمشق عبر قنوات إنسانية وتقنية، خاصة مع ارتفاع الضغوط الداخلية بشأن الهجرة.

وبحسب مراقبين، فإن اللقاء الأخير يعكس توجهاً أوروبياً براغماتياً جديداً نحو التعاون في القضايا الإنسانية والأمنية، في حين تؤكد دمشق استعدادها للتعاون مع جميع الدول الراغبة في إعادة اللاجئين وفق مبادئ السيادة الوطنية.

مشاركة المقال: