الإثنين, 13 أكتوبر 2025 09:34 PM

مع اقتراب الشتاء: مخيمات الشمال السوري تواجه ظروفًا معيشية قاسية ونقصًا في الخدمات

مع اقتراب الشتاء: مخيمات الشمال السوري تواجه ظروفًا معيشية قاسية ونقصًا في الخدمات

مع اقتراب فصل الشتاء، يتجدد الخوف والقلق لدى آلاف العائلات التي لا تزال تقطن الخيام المتداعية في مخيمات الشمال السوري. ففي الوقت الذي تستعد فيه المدن والقرى لاستقبال موسم الأمطار، تبقى مخيمات النزوح في ريفي إدلب وحلب صامدة في وجه الرياح والبرد، شاهدة على سنوات طويلة من النزوح المستمر.

في مخيمات دير حسان، كللي، كفر لوسين، أطمة وغيرها، تمتد صفوف الخيام على مرمى البصر، بعضها مصنوع من أقمشة قديمة بالية، أرهقتها شمس الصيف وأتعبتها أمطار الشتاء، دون توفير أي عزل حراري أو بنية تحتية تحمي السكان من الغرق أو الصقيع.

تقول أم عمار، وهي نازحة من ريف إدلب الجنوبي وتقيم في مخيم كفر لوسين منذ خمس سنوات: "كل شتاء نعيش نفس المعاناة، المطر يتسرب إلى الخيمة من السقف، والوحل يغطي الطريق، نحاول رفع الفرش على الحجارة لكي لا تبتل، وأطفالي ينامون بملابسهم لعدم وجود بطانيات كافية. لقد تعبنا من الوعود، نريد فقط سقفًا لا يسرب المطر".

على الرغم من حملات العودة الطوعية التي شهدتها إدلب خلال الأشهر الماضية إلى مناطق مدمرة في الجنوب، لا يزال آلاف العائلات يعيشون في الخيام، لعدم قدرتهم المالية على الترميم أو الإيجار، وعدم وجود بديل آمن.

تشير تقديرات منظمات محلية إلى أن أكثر من مليون ونصف نازح في شمال غرب سوريا يعيشون في حوالي 1600 مخيم، نصفها تقريبًا يفتقر إلى خدمات الصرف الصحي أو الكهرباء أو شبكات المياه.

تشهد المخيمات في شمال غرب سوريا تدهورًا ملحوظًا في الخدمات الأساسية، حيث يشكو السكان من انقطاع أو ضعف مستمر في دعم المياه الصالحة للشرب، وغياب الصيانة الدورية لشبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلى تأخر عمليات إزالة القمامة والنفايات، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض.

يواجه النازحون أيضًا غلاء معيشيًا متزايدًا، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية والوقود بشكل يفوق قدرتهم الشرائية، في حين أن قلة فرص العمل تحرم العائلات من أي مصدر دخل ثابت.

هذه العوامل مجتمعة تجعل الحياة في المخيمات أكثر صعوبة مع اقتراب موسم البرد، وتضاعف معاناة الأطفال والنساء وكبار السن الذين يعتمدون بشكل كامل على الدعم الخارجي لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

تقول أمينة عبدو، إحدى الناشطات في مجال الإغاثة النسائية، إن النساء في المخيمات يواجهن أوضاعًا "قاسية ومهينة في كثير من الأحيان"، موضحة أن "الأمهات غير قادرات على توفير أبسط مقومات الدفء لأطفالهن، والملابس الشتوية أصبحت حلمًا بعيد المنال، في حين ترتفع الأسعار ويقل الدعم عامًا بعد آخر".

على الرغم من المناشدات المتكررة التي تطلقها المنظمات المحلية مع كل موسم شتاء، لا تزال الاستجابة الإنسانية محدودة ومتقطعة، خاصة مع تراجع التمويل الأممي خلال العام الجاري.

مع كل غيمة تمطر في سماء إدلب، تتسرب مياه المطر إلى داخل آلاف الخيام، وكأنها تذكير دائم بأن مأساة النزوح لم تنته بعد، وأن دفء المنازل لا يزال حلمًا مؤجلًا للعائلات التي أرهقها الانتظار والبرد.

مشاركة المقال: