تتميز محافظة إدلب السورية بتراث طهي ثري يعكس ارتباطًا عميقًا بخيرات الأرض وتاريخ المنطقة. يمزج مطبخها بين الأطباق التقليدية الأصيلة التي تعتمد على منتجات الأرض، وتأثيرات ثقافية متنوعة جلبها النازحون من مختلف المدن السورية، ليشكّلوا معًا مشهدًا فريدًا يجعل من إدلب "سوريا المصغرة".
تأخذنا السيدة منى بكور (ربة منزل) في جولة لاستكشاف عالم أطباق إدلب، من الأكلات الشعبية البسيطة إلى الأطباق ذات النكهات المميزة.
الأطباق الرئيسية والتقليدية
توضح السيدة بكور أن المطبخ الإدلبي يعتمد بشكل كبير على المنتجات المحلية والموسمية، مما يمنح أطباقه نكهات بسيطة وصحية. ومن بين هذه الأطباق:
- لَبْنِيَّة الحنطة: طبق شتوي يتكون من الحنطة (القمح الكامل)، والحمص، واللبن، والملح. يعتبر طبقًا مشبعًا يمد الجسم بالطاقة والدفء، وتكلفته المادية قليلة مما يجعله خيارًا شعبيًا في الأجواء الباردة.
- البَصَلية: طبق شتوي آخر يعتمد على البصل الأحمر، والبندورة (أو رب البندورة)، والخبز. يتميز بطعمه الحامض، ويضيف إليه البعض الثوم ليكتسب نكهة أقوى.
- الكبة النية: طبق معروف في كل المحافظات، لكنها تبرز في إدلب بنكهتها الريفية، وأهم ما يميزها هو الفليفلة الحارة التي تضاف إليها بكثرة.
وتشير بكور إلى أن من أهم الأطباق في إدلب الشوربات، حيث تشتهر إدلب بشوربة العدس ذي الحبة الكاملة، والتي تضاف إليها الخضروات مثل البصل والفلفل الأحمر الحلو، والنعناع، وقد يضاف إليها الأرز أو البرغل. كما تُذكر الحريرة كطبق تقليدي قديم كان معتمدًا للفطور، ومكون من دقيق القمح والسكر والسمن العربي والخبز.
يظهر الإبداع الإدلبي جليًا في الأطباق التي تعتمد على ما تنتجه الأرض من دون زراعة، والاستفادة من التنوع النباتي في المنطقة. ومنها:
- الحويش (النباتات البرية): طبق صحي يجمع مجموعة من النباتات البرية مثل المخاترية، والخبيزة، والهندباء وغيرها. تُطهى هذه النباتات بعد تنظيفها وتقطيعها مع البصل الأحمر وزيت الزيتون، ويضاف إليها الليمون بعد الطهي لتعزيز النكهة.
وتضيف بكور أن إدلب أصبحت بسبب موجات النزوح نتيجة إجرام النظام البائد ملتقى للثقافات السورية المختلفة، وانعكس ذلك بشكل واضح على موائد الطعام، إذ افتتح النازحون من مدن مثل دمشق وحمص مطاعم ومحلات تقدم أطباق مدنهم الأصلية، مما أضاف تنوعًا كبيرًا للمشهد الغذائي في المحافظة. وأصبح من المألوف في إدلب العثور على المسبحة الشامية (حمص مطحون بالطحينية)، وحلاوة الجبن الحمصية، والمعجوقة والمدلوقة، والمشاوي على الطريقة الحلبية.
وقد أدى هذا الاختلاط إلى تبادل في العادات الغذائية، حيث بدأ أهالي إدلب بتجربة الأطباق الدمشقية مثل أطباق الكشك المختلفة، بينما أبدى الدمشقيون إعجابهم بنكهة زيت الزيتون من أشجار ادلب وبعض أطباقه المميزة مثل الزنانة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية