الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 11:12 PM

أهالي جوبر يطالبون بإعادة الإعمار والعودة بعد سنوات من التهجير

أهالي جوبر يطالبون بإعادة الإعمار والعودة بعد سنوات من التهجير

نظّم عدد من أهالي حي جوبر الدمشقي وقفة احتجاجية اليوم للمطالبة بإصدار مخطط تنظيمي واضح والشروع في أعمال إعادة الإعمار، وذلك بعد مرور أكثر من اثني عشر عامًا على تهجير سكان الحي الذي كان من بين أكثر المناطق تضررًا في العاصمة خلال سنوات الحرب.

أوضح عامر زيدان، أحد المشاركين في الوقفة من أبناء الحي، أن الأهالي "ينادون منذ سنوات بحقهم في العودة إلى منازلهم، لكن حتى الآن لا توجد خطة واضحة من الجهات الرسمية". وأضاف: "حي جوبر قدّم آلاف الشهداء، وكان في مقدمة الصامدين رغم الحصار والقصف، ولكن بعد كل هذه التضحيات ما زلنا نشعر بأن الحي مهمش. لم يتم طرح أي رؤية جادة لإعادة الحياة إليه، على الرغم من الزيارات المتكررة للمسؤولين والصحفيين وحتى الشخصيات الأجنبية".

وأشار زيدان إلى أن معظم الأهالي المهجرين منذ 13 عامًا يعيشون اليوم أوضاعًا اقتصادية صعبة بسبب ارتفاع الإيجارات وغياب فرص العودة، موضحًا أن "إيجار منزل صغير في دمشق اليوم يتجاوز مليون ونصف ليرة، بينما تصل بعض المنازل إلى ثلاثة ملايين ونصف، وهو ما يفوق قدرة معظم العائلات المهجرة".

من جهته، قال محمد الشامي، أحد أبناء جوبر المهجرين والمقيم في إدلب: "ما زلت بعيدًا عن منزلي في جوبر، مثل آلاف العائلات التي تنتظر عودة حقيقية. لا توجد منازل قائمة، ولا مخطط تنظيمي، ولا بوادر لإعادة الإعمار. الناس يعيشون بين الإيجارات والاغتراب، وكل ما نريده اليوم هو أن نُعامل بعدل، وأن نُعطى حق العودة الكريمة إلى منازلنا".

يقع حي جوبر في الجهة الشرقية من دمشق بالقرب من ساحة العباسيين، وكان يضم ما بين 200 إلى 250 ألف نسمة قبل عام 2011. يشتهر الحي بعراقته التاريخية واحتوائه على كنيس النبي إليا، أحد أقدم المعابد الدينية في سوريا. ومنذ عام 2013، تعرض الحي لقصف مكثف من طائرات نظام الأسد، مما أدى إلى تدمير حوالي 90% من مبانيه وتحويله إلى منطقة شبه خالية من السكان.

على الرغم من مرور سنوات على استعادة السيطرة عليه، لا تزال المنطقة مغلقة أمام الأهالي، دون أي خطة واضحة لإعادة الإعمار أو السماح بالعودة. اليوم، يأمل أهالي جوبر أن تصل أصواتهم، وأن يُعاد بناء حيهم الذي كان يومًا رمزًا للصمود في وجه الحرب.

مشاركة المقال: