من الكلاسيك إلى الكرتون: هل تنجح الرسوم المتحركة في إحياء روائع الفن؟


هذا الخبر بعنوان "أعمال كلاسيكية بحلّة كرتونية… بين الابتكار والمجازفة" نشر أولاً على موقع sana.sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٩ نيسان ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
دمشق-سانا: الذكريات لها سحرها الخاص، ولعل هذا يفسر الانتشار الواسع لتحويل الصور الرقمية إلى رسوم كرتونية. هذه الظاهرة، التي أطلقتها شركة "أوبن إي آي"، تتيح لأي شخص تحويل الصور إلى رسوم تبدو وكأنها من عمل فنان محترف. ولم يقتصر الأمر على صور الأفراد، بل امتد إلى السينما، حيث تحولت أعمال مثل فيلم "بنت الحارس" ومسلسل "الفصول الأربعة" إلى مقاطع رسوم متحركة قصيرة، تقدم لمحة عن العملين بلغة بصرية عصرية.
تحويل أعمال مثل "الفصول الأربعة" و"بنت الحارس" يثير تساؤلات حول قدرة الرسوم المتحركة على نقل روح الأعمال الواقعية. فبين الأداء الحي وكاريزما الممثلين، قد يصعب على الصورة الرقمية محاكاة العمق التعبيري. الباحث الكوري وون تشان سون يرى أن الرسوم المتحركة، رغم تطورها، لا تزال قاصرة عن إيصال التفاعل الإنساني بصدق، ونجاح هذه التحويلات يعتمد على ذائقة الجمهور لا على القيمة الفنية فقط.
إعادة إحياء الكلاسيكيات أو تحويلها إلى صيغ مختلفة يثير جدلاً دائماً. الأستاذ محي الدين فليون، من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، يرى في هذه الظاهرة فرصة لإنعاش الأعمال الكلاسيكية، مع إضافة لمسات إبداعية تجعل النسخ الجديدة تضاهي الأصل. كمثال على ذلك، فيلم "الحسناء والوحش" الذي استخدم تقنيات حديثة تجمع بين المشاهد الحية والرسوم ثلاثية الأبعاد، مما أضفى جاذبية بصرية دون المساس بجوهر العمل الأصلي. ويؤكد فليون على ضرورة أن تكون جودة النسخة الجديدة على مستوى العمل الأصلي حتى لا تشوه الصورة المحفورة في ذاكرة الجمهور.
إعادة إنتاج الكلاسيكيات إلى رسوم متحركة ليست بديلاً للأصل، بل هي تعبير عن تحولات الذائقة التي يفرضها العصر الرقمي. استدعاء الذكريات والأفلام الكلاسيكية بصيغ بصرية جديدة قد يكون امتداداً لها بلغة يفهمها جيل اليوم، وهكذا نستمر برواية حكاياتنا عبر الزمن.
منوعات
ثقافة
سياسة
ثقافة