السبت, 18 أكتوبر 2025 10:49 PM

فاكهة التنين: محصول استوائي واعد يزدهر في الساحل السوري ويحقق أرباحاً للمزارعين

فاكهة التنين: محصول استوائي واعد يزدهر في الساحل السوري ويحقق أرباحاً للمزارعين

تُعد فاكهة التنين (الدراغون) خيارًا زراعيًا واعدًا في جبلة، حيث يبحث المزارعون عن محاصيل عالية القيمة وقليلة التكاليف وقادرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وذلك بعد خسائرهم المتتالية في المحاصيل الاستراتيجية.

أكد المهندس باسل ديوب، رئيس دائرة زراعة جبلة، في حديث لـ"الحرية" أن زراعة الدراغون حققت نسب نجاح تفوق 75% في مناطق الساحل، مما جعلها تحظى باهتمام متزايد من المزارعين، باعتبارها مشروعًا صغيرًا يمكن أن يتحول إلى مصدر دخل رئيسي ومستقر.

مشروع زراعي صغير بتحقيقات اقتصادية كبيرة ودعوات لتبنيها ودعمها

وأوضح أن النجاح الكبير الذي تشهده زراعة فاكهة التنين في الساحل السوري يعود إلى عدة عوامل، أهمها:

  • مردود اقتصادي مرتفع، خاصة وأن الفاكهة موجهة للتصدير وتلقى طلبًا جيدًا في الأسواق.
  • تكاليف إنتاج منخفضة مقارنةً بمحاصيل الخضار والأشجار المثمرة.
  • استهلاك مائي محدود مع قدرة عالية على التأقلم مع تقلبات المناخ.
  • قلة الحاجة لليد العاملة.
  • مقاومة طبيعية للآفات.
  • النمو السريع والدخول المبكر في الإثمار، بدءًا من السنة الأولى للزراعة.

زراعة مرنة وصديقة للبيئة

أشار المهندس باسل إلى أن فاكهة الدراغون تزرع إما داخل البيوت المحمية أو في الهواء الطلق، موصيًا باختيار الزراعة المحمية لتفادي أضرار الصقيع. ولفت إلى أنه حتى في حال تأثر الشتلات بانخفاض درجات الحرارة، فإن النبات يظهر قدرة على استعادة نموه مع بداية الصيف، مما يمنح المزارعين ثقة أكبر بهذه الزراعة.

أما من حيث الأصناف، فبيّن أن أكثرها انتشارًا هو النوع الأحمر ذو اللب الأحمر بصنفيه (رويال ريد – أومبيرال ريد): ذاتي التلقيح، عالي الإنتاج، بالإضافة إلى صنفي الأحمر ذو اللب الأبيض والأصفر ذو اللب الأبيض: خلطية التلقيح، تحتاج لتدخل بشري في التلقيح.

وأشار إلى أن عدد البيوت المحمية المزروعة بالدراغون ارتفع هذا العام بمقدار 40 بيتًا إضافيًا عن العام الماضي، في مؤشر واضح على تزايد الإقبال.

نماذج نجاح على أرض الواقع

يقول المزارع ماهر حسن، من قرية البرجان (تل جلال) لـ"الحرية": إن مزرعته التي تبلغ مساحتها دونماً ونصف الدونم وتضم نحو 1000 شتلة تنتج سنويًا ما يقارب 3 أطنان من فاكهة الدراغون، يتم تسويقها إلى أسواق الهال عبر تجار متخصصين بالفواكه الاستوائية.

وبين مزارعون أن فاكهة التنين فتحت لهم باب رزق جديد، في ظل الانتكاسات المتتالية للمحاصيل الاستراتيجية، كمحصول الحمضيات، ومن الخضار (البندورة – الخيار – كوسا …الخ)، فهذه الفاكهة لا تحتاج للكثير من الجهد أو المياه، ومع ذلك تعطي مردودًا ممتازًا.

زراعة سهلة ومناسبة للظروف المحلية

أشار المزارعون إلى أن فاكهة التنين (الدراغون) لا تتطلب أنظمة ري معقدة، بل ينصح بريها مرة كل أسبوع أو أسبوعين خلال فصل الصيف لتجنب تعفن الجذور، وتحتاج الشتلات لدعامات أو هياكل شبكية لتوجيه نموها بشكل رأسي.

ونوهوا بأنه في مرحلة النمو، يستخدم سماد غني بالنيتروجين، بينما ترفع نسب الفوسفور والبوتاسيوم خلال فترة الإثمار لتحسين جودة المحصول.

مطالب بدعم حكومي واضح

وفي ختام حديثهم، طالب المزارعون الجهات المعنية بتحويل زراعة الدراغون إلى مشروع وطني مدعوم، عبر:

  • توفير مستلزمات الإنتاج بأسعار مدعومة.
  • تقديم الإرشاد الزراعي والتدريب الفني.
  • فتح أسواق تصديرية للفواكه الاستوائية.

وقد أكدت دراسات علمية أن مضادات الأكسدة في هذه الفاكهة تساعد على تقليل الالتهابات، وحماية الخلايا من التلف، ودعم جهاز المناعة، وتحسين التحكم في سكر الدم.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: