الإثنين, 20 أكتوبر 2025 11:14 PM

رحيل عبد الرؤوف الكسم: رئيس الوزراء السوري الأسبق يغادر عن عمر يناهز 93 عامًا

رحيل عبد الرؤوف الكسم: رئيس الوزراء السوري الأسبق يغادر عن عمر يناهز 93 عامًا

توفي رئيس الوزراء السوري الأسبق، عبد الرؤوف الكسم، في مدينة ميونخ الألمانية عن عمر يناهز الثالثة والتسعين عامًا. وقد أمضى الكسم مسيرة طويلة في العمل الأكاديمي والسياسي، شغل خلالها مناصب بارزة في الدولة السورية.

ولد الكسم في دمشق عام 1932، لعائلة علمية معروفة في الأوساط الدينية. كان والده محمد عطا الله الكسم مفتي الديار الشامية بين عامي 1918 و 1938. حصل الكسم على إجازة في الفلسفة من جامعة دمشق عام 1953، ثم درس الهندسة المعمارية في جامعة إسطنبول، وحصل على درجة الدكتوراه في العمارة من جامعة جنيف عام 1963.

بدأ الكسم مسيرته الأكاديمية في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، حيث تولى عمادتها بين عامي 1964 و 1970، ثم رئاسة قسم العمارة في كلية الهندسة حتى عام 1977. وفي عام 1979، عُيّن محافظًا لدمشق، قبل أن يتولى رئاسة مجلس الوزراء في عهد حافظ الأسد بين عامي 1980 و 1987.

جاء الكسم إلى رئاسة الحكومة في مرحلة دقيقة وصعبة من تاريخ سوريا الحديث، حيث كانت البلاد تعيش ذروة الصراع مع جماعة الإخوان المسلمين، وشهد عهده إبعاد رفعت الأسد عن البلاد. واعتُبر اختياره لرئاسة الحكومة رسالة داخلية وخارجية تهدف إلى نفي الاتهامات بالطائفية التي كانت تُوجّه إلى حافظ الأسد، والتي كانت تتردد في أوساط مصرية ولبنانية.

خلال سنوات توليه رئاسة الحكومة، شهدت البلاد أحداثًا سياسية واقتصادية كبرى. كان الكسم شخصية مدنية بارزة داخل النظام، وشارك في صياغة خطط اقتصادية وإدارية، وواجه انتقادات واسعة على خلفية الأوضاع الداخلية في تلك المرحلة.

إلى جانب عمله السياسي، عُرف الكسم بإسهاماته المعمارية، حيث شارك في تصميم مشاريع معروفة مثل كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق والمعهد العالي للغات والمعهد الهندسي المتوسط، ونال جوائز في مسابقات هندسية خلال ستينيات القرن الماضي.

ترك عبد الرؤوف الكسم إرثًا أكاديميًا وسياسيًا مثيرًا للجدل، بين من يرى فيه رجل دولة وأستاذًا للعمارة، ومن يحمّله مسؤولية ما جرى خلال حقبة الثمانينيات في سوريا.

بحلول عام 2011، حين اندلعت الثورة السورية، كان الكسم خارج السلطة التنفيذية منذ قرابة ربع قرن، مما يقلّل من احتمال أن يكون له دور مباشر أو موقف رسمي مشهور في تلك اللحظة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: