الثلاثاء, 21 أكتوبر 2025 09:38 PM

ليال بو حسن: فنانة تشكيلية من طرطوس تحول الحنين إلى لوحات واقعية نابضة بالحياة

ليال بو حسن: فنانة تشكيلية من طرطوس تحول الحنين إلى لوحات واقعية نابضة بالحياة

انطلقت الفنانة التشكيلية ليال بو حسن، ابنة محافظة طرطوس، بثقة نحو عالم الفن، مدفوعة بشغف لا ينضب. اختارت ليال الريشة كأداة للتعبير، لتجد في الرسم فضاءً للبوح واستكشاف الذات.

موهبة منذ الصغر:

حظيت بو حسن بتشجيع كبير من معلماتها وأهلها منذ طفولتها، خاصة في المرحلة الابتدائية، كما صرحت لصحيفة «الحرية». وفي المرحلة الإعدادية، وجدت نفسها محاطة بالألوان والريشة والقلم، فبدأت برسم الطبيعة، وشاركت في معارض مدرسية عديدة، وحصلت على التكريم من جهات مختلفة. تنقلت بين قلم الرصاص والريشة واللوحة، مع شعور قوي بأنها ستحقق مكانة بارزة في المستقبل.

تأثير البيئة:

أوضحت بو حسن أنها نشأت في بيئة غنية بالجمال، الينابيع، المياه، والطبيعة الخلابة. وأشارت إلى أن هذه البيئة المكانية والثقافية شكلت خلفية وجدانية وجمالية عميقة أثرت في رؤيتها الفنية. وأكدت أنها لا تفضل التقيد بمدرسة فنية معينة، بل ترسم بكل الاتجاهات، وتترك للموضوع الذي ترسمه تحديد المدرسة الفنية المناسبة. اختارت البورتريه كوسيلة للتعبير، لقدرتها من خلاله على إبراز المشاعر الإنسانية والهوية الشخصية، والتعبير عن الذات، بالإضافة إلى توثيق الملامح والزمن بأسلوب فني يعكس الجمال والإحساس.

أدواتها في الرسم:

أشارت إلى أن الفرق بين الرسم بالرصاص والأزرق والزيتي يكمن في أن الرصاص دقيق وهادئ، ويركز على الشكل والظل، ويمنح تحكماً عالياً. بينما الرسم بالأزرق سريع وانسيابي، يعكس المشاعر والضوء، ولكنه يصعب تصحيحه. أما الزيتي فهو غني وبطيء، ويسمح بالتعديل والملمس، كما يضفي عمقاً ودراما. وتؤكد بو حسن أن ملامح الوجه قادرة على كشف ما لا يمكن قوله بالكلمات، وأن الفنان لا يرسم الملامح فحسب، بل يرسم المشاعر الصامتة الكامنة بين الخطوط.

الرسم الواقعي هو الأسلوب الذي تميل إليه، لأنه يجسد حياة الناس اليومية ومشاعرهم الإنسانية، ويشكل جسراً للتواصل معهم.

مشاركاتها الفنية:

شاركت في عدة معارض في دمشق واللاذقية وطرطوس، إلى جانب مجموعة من الفنانين، وحازت على العديد من الميداليات وشهادات التقدير، وتتطلع إلى تحقيق حلمها بإقامة معرض فردي على مستوى سوريا.

تعليم الأطفال:

تقول بو حسن: إن الفنان يعلم الأطفال الفن لنقل شغفه وتنمية إبداعهم وإلهامهم للتعبير عن أنفسهم، كما يستفيد هو من طاقة الأطفال وأفكارهم الجديدة. وتضيف أن الفن يساعد على بناء ثقة الطفل بنفسه، وهو أيضاً مصدر دخل مستقر بالنسبة لها.

تصف الفن بأنه انعكاس للذات أكثر مما هو هروب منها، فعندما ترسم، تعبر عما تشعر به في داخلها، عن أفكارها وذكرياتها وحتى مخاوفها، وكل لوحة تحمل جزءاً منها. ومع ذلك، قد يكون الفن وسيلة للهروب المؤقت من ضجيج الواقع، لكنه في النهاية يعيدها إلى نفسها بشكل أعمق.

اختتمت بو حسن حديثها بالإشارة إلى أن اللوحة الأقرب إلى قلبها هي تلك التي رسمتها في لحظة صدق مشاعري، وعبرت فيها عن الحنين والهدوء معاً، مستخدمة ألوانها المفضلة التي تعكس طاقتها الداخلية. تلك اللوحة التي تمثلها بصدق، وتشبهها أكثر من أي لوحة أخرى، فهي ليست مجرد عمل فني، بل ذكرى وقطعة من روحها.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: