أظهرت دراسة حديثة أن الطريقة التي نتحدث بها مع روبوتات الدردشة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تؤثر بشكل مباشر على دقة ردودها. على الرغم من أن هذه الأنظمة مصممة لتقديم إجابات سريعة وفعالة، إلا أن نوع اللغة التي نستخدمها - سواء كانت رسمية أو غير رسمية - يغير من قدرتها على الفهم والتحليل.
عادة ما يغير الناس طريقة كلامهم حسب الموقف: لغة رسمية في المؤسسات وأسلوب عفوي في المحادثات اليومية. أراد الباحثان فولي تشانغ وتشو يو من شركة "أمازون" معرفة ما إذا كان هذا التغيير اللغوي يحدث أيضًا عند التواصل مع روبوتات الدردشة، وما هو تأثيره على أدائها.
قام الباحثان بتحليل آلاف الرسائل الموجهة إلى موظفين بشريين ورسائل أخرى إلى روبوتات الدردشة، مع التركيز على القواعد اللغوية والمفردات ومستوى اللباقة. وأظهرت النتائج أن المستخدمين كانوا أكثر رسمية بنسبة 14.5٪ وأكثر طلاقة لغوية بنسبة 5.3٪ عند التحدث مع البشر مقارنة بالذكاء الاصطناعي، وفقًا لتحليل نموذج Claude 3.5 Sonnet.
ولفهم تأثير تنوع اللغة، قام الفريق بتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي Mistral 7B على حوالي 13 ألف محادثة بشرية، ثم اختبر قدرته على فهم أكثر من 1300 رسالة موجهة إلى روبوتات الدردشة، بعضها أعيدت صياغته بصيغ مهذبة أو مباشرة لمحاكاة أساليب مختلفة. وتبين أن النماذج التي تلقت تدريبًا على مزيج متنوع من الأساليب كانت أفضل في فهم نية المستخدمين بنسبة 2.9٪ مقارنة بتلك التي اعتمدت فقط على اللغة الأصلية، بينما أدى تحويل الرسائل غير الرسمية إلى لغة رسمية بشكل آلي إلى انخفاض الدقة بنحو 2٪.
تؤكد الدراسة أن تدريب النماذج على تنوع لغوي واسع أكثر فاعلية من تعديل اللغة لاحقًا أثناء الاستخدام، حيث تساعد هذه المقاربة النماذج على فهم أنماط التواصل البشرية بشكل طبيعي، مما قد يشكل خطوة أساسية لتحسين جودة استجابات روبوتات الدردشة في الحياة اليومية.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار