الأربعاء, 22 أكتوبر 2025 04:14 PM

تصاعد الفلتان الأمني وحالات الخطف يثير قلقاً متزايداً في حلب وحمص

تصاعد الفلتان الأمني وحالات الخطف يثير قلقاً متزايداً في حلب وحمص

في ظل تنامي المخاوف من تفاقم الوضع الأمني، وجه وزير الداخلية أنس خطاب تعليمات لقادة ومديري مديريات الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق، مشدداً على "رفع مستوى الاستجابة الفورية لأي طارئ، والتعامل بحزم مع أي مظهر من مظاهر الإخلال بالأمن، وتكثيف الجهود في ملاحقة المطلوبين والخارجين عن القانون".

جاءت هذه التوجيهات خلال اجتماع موسع عقده الوزير يوم الثلاثاء لبحث الوضع الأمني في محافظة ريف دمشق، حيث أكد على "التنسيق الكامل بين مختلف التشكيلات الأمنية"، وذلك ضمن سلسلة اجتماعات دورية يعقدها مع القيادات الأمنية في مختلف المحافظات. وكان الوزير قد عقد يوم الأحد جلسة أمنية شاملة في محافظة حلب، بحضور كبار المسؤولين الأمنيين في المحافظة، لتقييم الوضع الأمني وسبل تحسين الأداء والتنسيق الميداني، وأكد خلالها على أهمية تكثيف العمل الميداني لتحقيق الاستقرار.

وشهد الأسبوع الأخير تسجيل أكثر من 25 حالة خطف، تركز معظمها في محافظتي حمص وحلب، بالإضافة إلى استمرار حوادث القتل الانتقامي التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في حلب.

وفي سياق متصل، أعلنت مديرية الأمن الداخلي في منطقة الرقامة بمحافظة حمص عن إلقاء القبض على عصابة تنتحل صفة أمنية وتمتهن الخطف في ريف المحافظة. وأوضحت المديرية، في بيان رسمي، أنه بالتعاون مع ناحية شرطة الفرقلس، تم القبض على "عصابة امتهنت الخطف وانتحلت صفة عناصر من الأمن الداخلي"، وذلك بعد تورطها في اختطاف شاب من قرية تل الناقة بريف حمص، تحت تهديد السلاح، ومطالبة ذويه بفدية مالية.

وأضاف البيان أن الجهات المختصة تمكنت، خلال 36 ساعة، من تحرير المخطوف، واستعادة المبلغ، والقبض على جميع أفراد العصابة، وضبط بحوزتهم أسلحة فردية، وتم تحويلهم إلى الجهات المعنية لاستكمال التحقيقات، وتشير المعلومات الأولية إلى احتمال ضلوعهم في قضايا خطف وابتزاز أخرى.

وفي سياق متصل، أفاد ناشط في السلم الأهلي بحمص لـ«الشرق الأوسط»، بوقوع أكثر من ثلاثين عملية خطف في محافظة حمص خلال الشهرين الماضيين، مشيراً إلى أن الأهالي في حي القرابيص عثروا صباح الثلاثاء على جثة الشاب علاء محمد إبراهيم من سكان حي كرم اللوز ويعمل سائق تاكسي بعد ساعات من اختطافه. وقال الناشط الذي رفض الكشف عن اسمه: «لا يكاد يمر يوم دون وقوع جريمة مروعة» وخلال الأيام القليلة الماضية وقعت جرائم عدة، حيث قُتل رجل وزوجته مع شخص آخر بإطلاق نار من قِبل مجهولين يستقلون دراجة نارية في حي باب الدريب.

كما قُتل شخص آخر وأصيب ابنه بهجوم من قِبل شخص مسلح حصل في الشارع، وفي حي كرم الزيتون قُتل رجل وزوجته من أهالي حي كرم الزيتون بهجوم مسلحين، وفي ريف تلكلخ هاجم مسلحون صالون حلاقة وقتلوا ثلاثة أشخاص وأُصيب شخص رابع. ووصف الناشط تلك الجرائم بأنها انتقامية ذات «صبغة طائفية»، محملاً المسؤولية عن تزايد تلك الحالات إلى تراخي السلطات الأمنية و«غياب الرادع القانوني»، وقال لو تمت محاسبة مجرم واحد لتشكَّل رادع، لكن هذا لم يحصل لغاية الآن، حيث يُعلَن عن إلقاء القبض على مجرمين، ولا نرى محاكمات، مؤكداً على أن الاستجابة لا تزال ضعيفة لمطالب الأهالي بسحب السلاح المنفلت ومنع الدراجات النارية التي يستخدمها الجناة لتنفيذ جرائم في الشوارع نهاراً جهاراً.

وكان عدد أهالي مدينة حمص قد رفعوا في وقت سابق عريضة جماعية إلى محافظة حمص، طالبوا فيها بمنع دخول وتشغيل الدراجات النارية داخل المدينة مؤقتاً، وتنظيم أوضاعها قانونياً، على خلفية تزايد الحوادث والمخاطر الأمنية الناجمة عن الانتشار العشوائي للدراجات النارية واستخدامها في حوادث القتل.

من جانبها، ذكرت منصة «الإبلاغ عن انتهاكات سوريا الحرة» على «تلغرام» أن أكثر من 25 حالة اختطاف حصلت خلال الأسبوع الأخير، إحدى عشر حالة منها في حمص وتسع في حلب وثلاث في دمشق وحالتان في إدلب.

مصادر أمنية في حلب أشارت إلى ارتفاع حوادث القتل الانتقامي في حلب، حيث شهد الشهر الحالي نحو عشر جرائم قتل انتقامي، استهدفت مشتبهاً بهم بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والميليشيات التي كانت تتبع النظام البائد، وأكدت المصادر أن السلطات الأمنية تعمل على مكافحة هذه الجرائم، لكن «الوضع معقد في مجتمع عشائري من عاداته الراسخة المطالبة بالثأر».

إلا أن مصادر أهلية في حلب ردت الانفلات الأمني إلى وجود حالة «فصائلية»، مشيرة إلى انتشار «مجموعات مسلحة غير منضبطة وغير معروف بالضبط إن كانت تنضوي تحت السلطات الحكومية أم هي مجموعات منفلتة أم من فلول الميليشيات التي كانت تتبع لإيران، وأغلبهم ينشطون في تهريب المخدرات وتجارة السلاح».

وأضافت المصادر أن «الوضع الأمني في حلب مقلق جداً؛ فكل يوم تقريباً هناك جريمة قتل وسطو ومسلح وشجارات مسلحة في الشوارع»، وقالت: «الناس تطالب بتشديد القبضة الأمنية وفرض الأمن وسحب السلاح المنفلت ووضع حد للمجموعات المسلحة التي تمارس التشبيح، ومكافحة فوضى الدراجات النارية داخل المدينة، خاصة وأن معظم حالات الاغتيالات تجري في الأماكن العامة من قِبل مجهولين يستخدمون الدراجات النارية لتنفيذ جرائم القتل».

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الشرق الأوسط

مشاركة المقال: