الأربعاء, 22 أكتوبر 2025 09:46 PM

تقرير إسرائيلي يكشف: مقاتلات صينية متطورة تعبر البحر الأحمر إلى مصر دون رصد أمريكي.. ما دلالات ذلك؟

تقرير إسرائيلي يكشف: مقاتلات صينية متطورة تعبر البحر الأحمر إلى مصر دون رصد أمريكي.. ما دلالات ذلك؟

أثار تقرير نشره موقع “ناتسيف نت” الإسرائيلي مخاوف في إسرائيل، بعد الكشف عن عبور سرب من المقاتلات الصينية المتطورة إلى الأراضي المصرية عبر البحر الأحمر دون أن ترصده القوات الأمريكية.

ووفقًا للتقرير، كشفت وسائل إعلام صينية عن عملية جوية سرية ناجحة نفذتها بكين بالتعاون مع القاهرة، تمثلت في نشر سرب من مقاتلات J-10C في مصر، كجزء من مناورات جوية مشتركة واسعة النطاق تحت اسم “نسور الحضارة-2025″، والتي عقدت بين شهري أبريل ومايو 2025.

تُعد هذه التدريبات أول مشاركة منظمة ومتعددة الأبعاد لسلاح الجو الصيني في منطقة تمتد بين إفريقيا والشرق الأوسط، وهو ما يمثل قفزة نوعية في قدرات الصين على نشر قوتها الجوية خارج حدودها التقليدية.

وبحسب المصادر الصينية، غادر السرب الجوي، الذي ضم 4 مقاتلات J-10C، ومقاتلتين للتدريب J-10S، و5 طائرات نقل استراتيجية من طراز Y-20 (بما في ذلك نسخة مخصصة للتزود بالوقود جوًا)، بالإضافة إلى طائرة هليكوبتر H-20، من قواعده في شمال غرب الصين، وعبر سلسلة جبال كركرام، قبل أن يتوقف تقنيًا لفترة وجيزة في الإمارات العربية المتحدة، ثم هبط في مطار الأقصر الدولي بمصر.

بلغ إجمالي المسافة المقطوعة حوالي 7000 كيلومتر، وهو إنجاز لوجستي وجوي يعكس تطورًا ملحوظًا في قدرات سلاح الجو الصيني على تنفيذ عمليات نشر استراتيجية بعيدة المدى بكفاءة عالية.

الأمر الأكثر إثارة للدهشة، كما ورد في التقرير العبري، هو أن السرب حلق بالقرب من مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية “ترامان”، في وقت كانت فيه البحرية الأمريكية قد نشرت حاملات طائرات في البحر الأحمر، وهو أحد أكثر الممرات مراقبة في العالم. ومع ذلك، لم تصدر الولايات المتحدة أي تحذير أو إشعار بشأن العبور، ولم يتم الكشف عن العملية إلا بعد ظهور صور لمقاتلات J-10C في قاعدة جوية مصرية.

يثير هذا التطور تساؤلات جوهرية داخل الأوساط العسكرية والاستخباراتية: هل يعكس ذلك ثغرة في أنظمة المراقبة الأمريكية؟ أم أن هناك تفاهمات غير معلنة سمحت للطائرات الصينية بالمرور دون إثارة ضجة؟

يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من استراتيجية صينية أوسع لتوسيع نفوذها العسكري في مناطق كانت تقليديًا تحت الهيمنة الأمريكية، خاصة في الممرات البحرية الحيوية مثل باب المندب والبحر الأحمر. ويعزز التعاون مع مصر، التي تتمتع بموقع جيوستراتيجي فريد وعلاقات أمنية معقدة تجمع بين الشراكة مع الغرب والسعي نحو التنويع الاستراتيجي، قدرة بكين على بناء "بصمة عسكرية" غير مباشرة في قلب الممرات الدولية.

اختيار مصر كشريك ليس عشوائيًا، فهي دولة محورية في العالم العربي، وتمتلك بنية تحتية عسكرية متقدمة، وتلعب دورًا محوريًا في الأمن الإقليمي، مما يجعلها بوابة استراتيجية للصين لتعزيز حضورها في إفريقيا والشرق الأوسط.

يخلص التقرير الإسرائيلي إلى أن عبور المقاتلات الصينية إلى مصر دون رصدها ليس مجرد إنجاز تقني، بل هو رسالة سياسية واضحة: فالصين لم تعد قوة اقتصادية فحسب، بل أصبحت لاعبًا عسكريًا قادرًا على اختراق المجالات التي كانت حكرًا على القوى الغربية. وفي وقت تسعى فيه واشنطن لاحتواء النفوذ الصيني، تظهر هذه الحادثة أن بكين قادرة على تحريك قواتها في أخطر الممرات الاستراتيجية بصمت وفعالية ودون إذن.

مشاركة المقال: