الجمعة, 24 أكتوبر 2025 03:30 PM

بعد اشتباكات في مخيم حارم: "فرقة الغرباء" تعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار

بعد اشتباكات في مخيم حارم: "فرقة الغرباء" تعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار

أعلنت "فرقة الغرباء" عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحكومة السورية في مخيم "حارم" بريف إدلب، وذلك بعد اشتباكات بين الطرفين في 22 تشرين الأول الحالي. وأصدرت "الفرقة"، بقيادة عمر ديابي المعروف بـ"عمر أومسن"، بيانًا على حسابها في "تلجرام"، الجمعة 24 تشرين الأول، جاء فيه: "أمس قامت فرقة الغرباء بعقد اتفاق لوقف إطلاق النار"، معربة عن شكرها للمساندات التي تلقتها من خلال الاحتجاجات والتحركات والرسائل.

وبحسب الجماعة، تولى مهمة الوساطة كل من "عبد العزيز الأوزبكي" و"أبو أنس الطاجيكي" و"أبو عبدو طاعوم". وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب بأن التسوية التي تم الاتفاق عليها بين الأمن الداخلي وقائد "جماعة الغرباء"، عمر أومسن، تقضي بوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من محيط المخيم إلى الثكنات. وأشار إلى أن الاتفاقية، التي حضرها "أبو عبدو طاعوم" ممثلاً عن وزارة الدفاع السورية، تمت برعاية فصائل المهاجرين الأخرى من تركستان وأوزبك. وتضمنت الاتفاقية أيضًا وقف الحملات الإعلامية العدائية، وفتح مجمع (مخيم الفردان) للتفتيش من قبل السلطات، إضافة إلى إحالة قضية عمر ديابي (عمر أومسن)، خاصة اتهام الخطف، إلى وزارة العدل للمراجعة وفقًا للشريعة الإسلامية، وفقًا للمراسل.

تعليق فرنسي

علقت فرنسا بحذر على العملية الأمنية التي أطلقتها مديرية الأمن الداخلي في إدلب، في مخيم "حارم" الذي يقطنه مقاتلون فرنسيون بقيادة عمر ديابي المعروف بـ"عمر أومسن"، الذي اتهم المخابرات الفرنسية بالتورط في العملية. وقالت مصادر دبلوماسية في الخارجية الفرنسية لعنب بلدي، الخميس 23 تشرين الأول، في تصريح مقتضب تعليقًا على الحملة: "لقد أُحطنا علمًا بهذه العملية ونتابع الوضع عن كثب". وأضافت المصادر: "ليست لدينا أي تعليقات إضافية على عملية تقع ضمن صلاحيات الأمن الداخلي للحكومة الانتقالية".

اندلعت الاشتباكات عقب اختطاف طفلة تدعى ميمونة فرستاي، وهي فرنسية مسلمة تبلغ من العمر 11 عامًا، حيث طلب المهاجرون الفرنسيون فدية مالية مقابل إطلاق سراحها. كما أعلن عدد من المقاتلين الأوزبك انضمامهم إلى جانب "إخوتهم المهاجرين الفرنسيين" دفاعًا عنهم. وأشار قائد الأمن الداخلي في إدلب في بيان إلى أن الحملة بدأت عقب خطف فتاة من والدتها على يد مجموعة مسلحة خارجة عن القانون بقيادة المدعو عمر ديابي (عمر أومسن قائد الجماعة). وشملت تدابير الداخلية، وفق غسان باكير، تطويق المخيم بالكامل، وتثبيت نقاط مراقبة على أطرافه، ونشر فرق لتأمين المداخل والمخارج.

اتهم الجهادي الفرنسي عمر أومسن المعروف بـ "عمر ديابي" (francebleu) المخابرات الفرنسية بالتدبير للهجوم بالتعاون مع أجهزة أمن تابعة لـ "هيئة تحرير الشام" (الحكومة السورية)، على حد تعبيره. ونفى أومسن في بيان مسجل، نشر عبر حساب الجماعة في "تلجرام"، تهمة اختطاف الطفلة، واصفًا إياها بالمزاعم. وقال: "لقد رأيتم الافتراءات التي ألصقت بنا في قصة الطفلة التي قيل إنها اختطفت والمرأة التي زعموا أنها عُذّبت وأُحرقت وضُربت داخل مخيمنا، وأننا صوفيون وسحرة، وأننا نسرق أموال جنودنا وغير ذلك من الأكاذيب التي نشرها الفرنسيون عبر أفراد تركوا جماعتنا".

وعزا زعيم الجماعة الفرنسية سبب الاشتباكات إلى أن المخابرات السورية وصلتها معلومات من المخابرات الفرنسية، تقول إن أومسن يحضر لتمرد ضد الحكومة. وحسب ما روى زعيم الجماعة، فإن المخابرات الفرنسية اجتمعت مع المخابرات السورية وقالت إن عمر أومسن أخبر صحفي "لبراسيون"، في أيلول الماضي، "إنه إذا انتفض الشعب السوري ضد حكومة الجولاني فإن المهاجرين سيكونون مع الشعب". وإثر ذلك استدعى جهاز الأمن القائد الفرنسي، ونقل هذه المعلومة إلى الفرقة "82" (أنصار التوحيد) التي تنتمي إليها "جماعة الغرباء"، وجرى تهديد أومسن عقب هذا القول.

ما "فرقة الغرباء"

تقيم "فرقة الغرباء" في مخيم قرب مدينة حارم شمالي إدلب، بجوار الحدود التركية، ويحيط بالمخيم جدار شيّده أعضاؤها للحفاظ على خصوصيتهم مع عائلاتهم، مزود بكاميرات مراقبة وأجهزة كشف حركة. ويترأس الفرقة عمر أومسن (49 عامًا)، الذي تقول السلطات الفرنسية إنه "مسؤول عن تجنيد 80% من الجهاديين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى سوريا أو العراق". عمر ولد في السنغال، وانتقل للعيش في فرنسا عندما كان طفلًا، قبل أن ينتهج "التطرف" بعد أوقات قضاها في السجون، وانتقل إلى سوريا في 2013، وترأس كتيبته "الجهادية" في غابات اللاذقية، ويعتبر الزعيم الروحي لجماعته.

في أيلول 2014، أدرجته لجنة عقوبات مجلس الأمن الدولي على قائمة الأفراد المرتبطين بتنظيم "القاعدة"، وذلك لدوره القيادي في "فرقة الغرباء" المرتبطة بـ"جبهة النصرة" حينها، وكونه ميسرًا رئيسًا لشبكة المقاتلين الأجانب في سوريا، بالإضافة إلى نشاطه في الدعاية "الإرهابية" عبر الإنترنت. في عام 2016، صنفت الخارجية الأمريكية عمر أومسن كـ"إرهابي عالمي"، واعتقلته "تحرير الشام" في 2020، وبقي في السجن حتى 2022.

ما قصة الهجوم على المهاجرين الفرنسيين في إدلب
مشاركة المقال: