أعلنت الرئاسة اللبنانية، يوم الجمعة الموافق 24 تشرين الأول، عن تعيين الدبلوماسي هنري قسطون سفيرًا للبنان لدى سوريا. وأكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، خلال استقباله ثلاثة سفراء لبنانيين تم تعيينهم في الخارج، بمن فيهم هنري قسطون المتجه إلى سوريا، على أهمية العمل لتعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان والدول التي يمثلونها، مع إيلاء الاهتمام اللازم لشؤون الجاليات اللبنانية.
يذكر أن قسطون شغل سابقًا منصب ممثل وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، بالإضافة إلى عمله كقنصل عام في القنصلية اللبنانية في أستراليا. كما كان ضمن الفئة الثالثة في الوفد الدبلوماسي اللبناني العامل في الأوروغواي، وقبل تعيينه سفيرًا في سوريا، شغل منصب السفير اللبناني في ليبيريا.
خلفية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين
تجدر الإشارة إلى أن سوريا مارست وصاية سياسية على لبنان منذ عام 1976، وذلك عندما دخل الجيش السوري إلى لبنان في بداية الحرب الأهلية، تحت غطاء جامعة الدول العربية تحت مسمى "قوات الردع العربية". ومع مرور الوقت، تحولت سوريا إلى طرف مهيمن عسكريًا وسياسيًا على لبنان. وفي عام 2005، انتهت هذه الوصاية بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الراحل، رفيق الحريري، وما تلاه من انتفاضة "14 آذار"، وضغط دولي، أدى إلى انسحاب الجيش السوري في نيسان 2005.
وقد رسخت سوريا وصايتها على لبنان من خلال تشكيل ما يسمى "المجلس الأعلى اللبناني- السوري"، الذي انبثق عن "معاهدة الأخوة والتنسيق" بين لبنان وسوريا، والتي تم توقيعها عام 1991، وشكلت منعطفًا في تاريخ العلاقات بين البلدين، وظلت قائمة حتى خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005، بحسب ما يذكره معارضو نظام الأسد المخلوع في لبنان. ويتألف "المجلس" من رئيسي جمهوريتي البلدين، ورئيسي مجلس الشعب في سوريا ومجلس النواب في لبنان، إضافة إلى رئيسي مجلس الوزراء ونائبيهما في الدولتين.
ووفقًا للمهام الرسمية المنوطة به، يتولى المجلس وضع السياسة العامة للتنسيق والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، والإشراف على تنفيذها. وتُعدّ قراراته إلزامية ونافذة المفعول ضمن الأطر الدستورية في كل من البلدين. وفي كانون الأول 2008، عيّن لبنان ميشيل خوري كأول سفير لدى سوريا، وتسلم مهامه رسميًا في تموز 2009. وكان رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، أصدر مرسومًا في تشرين الأول 2009 الماضي لإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان، بعدما تحسنت العلاقات الثنائية بين البلدين. وفي 10 من تشرين الأول الحالي، قررت سوريا قبل زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى بيروت، إبلاغ وزارة الخارجية اللبنانية بقرارها تعليق عمل "المجلس الأعلى اللبناني- السوري"، وحصر جميع المراسلات بين الجانبين بالطرق الدبلوماسية الرسمية، تمهيدًا لإعادة صياغة العلاقات على أساس الندية.