السبت, 25 أكتوبر 2025 02:26 AM

بيغ بن تتحدى الزمن: أشهر ساعة بريطانية تستعد للتوقيت الشتوي

بيغ بن تتحدى الزمن: أشهر ساعة بريطانية تستعد للتوقيت الشتوي

توقفت ساعة بيغ بن الشهيرة في بريطانيا لبضع ساعات خلال ليل السبت/الأحد، استعدادًا للانتقال إلى التوقيت الشتوي. وكما هو معتاد في هذا الوقت من كل عام، يستعد إيان ويستوورث، أحد الفنيين المسؤولين عن الساعة، لتلقي رسائل إلكترونية من سكان لندن الذين قد ينزعجون من هذا التوقف المؤقت.

يوضح ويستوورث، الذي يتولى الاهتمام بساعات قصر وستمنستر منذ أكثر من 20 عامًا، أن "المرتين الوحيدتين اللتين يمكن فيهما إيقاف الساعة" هما عند الانتقال إلى التوقيت الشتوي وفي بداية التوقيت الصيفي في الربيع.

تُنفذ عملية تحريك عقارب الساعة التي توقف عملها بين الساعة 16:00 يوم السبت و2:00 يوم الأحد، بعناية فائقة. فلا مجال للخطأ، حيث تعتبر هذه الساعة العريقة، التي يبلغ وزنها خمسة أطنان وشُغلت عام 1859 لتكون الأكثر دقة في العالم، معلمًا أساسيًا في البلاد.

على مدار 160 عامًا تقريبًا من التشغيل، واجهت الساعة عطلين رئيسيين فقط: الأول بعد افتتاحها بفترة وجيزة، والثاني في 5 أغسطس 1976، وقد تصدر هذا العطل عناوين الصحف في البلاد واستغرق إصلاحه تسعة أشهر.

خلال الحرب العالمية الثانية، توقفت إضاءة قرص الساعة خوفًا من تسهيل الغارات الجوية، لكن أجراسها استمرت في الدق.

وكما كان الحال في الماضي، تجري أهم خطوات العمليات في "غرفة التشغيل" التي تضم آلية الساعة المذهلة.

يؤكد ويستوورث، المسؤول عن عمليات تغيير التوقيت مع شريكه هيو سميث، أنه خلال مهمة تغيير التوقيت "ليلة السبت، نصعد إلى هنا ونوقف الساعة الكبيرة" ثم "نطفئ أضواء قرص الساعة ليعلم الجميع في الخارج أن الساعة لا تشير إلى الوقت الصحيح".

صعود 334 درجة

يستغل فنيو الساعة هذا التوقف لإجراء عملية صيانة كبيرة، حيث يعمل أربعة أشخاص منهم ويستوورث وزميله. وفي وستمنستر ورشة عمل مخصصة لتصنيع أي قطع تحتاج إلى الاستبدال، نظرًا لعدم توافرها في السوق.

يقول ويستوورث: "بمجرد انتهاء أعمال الصيانة، نضبط عقربي الساعة على منتصف الليل". ثم يُستأنف صوت دقات الساعة الصاخبة، مع العلم أن الأضواء لا تُعاد إلا في الثانية صباحًا. ومن بين مئات ساعات وستمنستر التي يتولى ويستوورث وسميث صيانتها، تحظى ساعة بيغ بن بأكبر قدر من الاهتمام، إذ تُفحص ثلاث مرات أسبوعيًا.

لطالما كان هذا العمل شاقًا، إذ كان يتطلب صعود درجات البرج البالغ عددها 334 درجة، بحسب ويستوورث، إلى أن تم تركيب مصعد خلال أعمال الترميم الكبرى بين عامي 2017 و2022. ويقول سميث: "لقد غيّر ذلك حياتي. في ذلك الوقت، عندما كنا ننسى أي أداة، كنا نضطر للنزول ثم الصعود. كان الأمر صعبًا!". لكن يبقى صعود البرج سيرًا نشاطًا مفضلًا للسياح، إذ إن الجولات محجوزة بالكامل حتى 12 كانون الثاني/يناير. ومن المزايا الأخرى للحداثة، مصابيح ليد تضمن إضاءة قرص الساعة. أما بالنسبة إلى مستقبل هذا الكنز الوطني، فيعبّر ويستوورث الذي يجري باستمرار تدريبات لطلاب، عن اطمئنان وثقة. ما دام هناك فريق عمل جيد وراءها، فستتمكن هذه الساعة التي تعود إلى 160 عامًا من العمل "لـ160 سنة أخرى"، على قوله. ويضيف: "لن أكون موجودًا آنذاك، لكن أشخاصًا آخرين سيكونون حاضرين".

مشاركة المقال: