حسين فحص:
يشهد ملعب سانتياغو برنابيو غداً الأحد في تمام الساعة 17:15 بتوقيت بيروت، مواجهة مرتقبة بين قطبي كرة القدم الإسبانية، ريال مدريد وبرشلونة، في «كلاسيكو الأرض» ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإسباني. تتجاوز هذه المباراة، التي تجمع بين المتصدر ريال مدريد (24 نقطة) والوصيف برشلونة (22 نقطة)، الجانب الفني، نظراً للتنافس الشديد بين الفريقين خارج الملعب، مما يضفي عليها طابعاً أكثر ندية.
في الأشهر الأخيرة، أثار الاتحاد الإسباني لكرة القدم جدلاً واسعاً بمحاولته إقامة مباراة فياريال وبرشلونة في شهر ديسمبر في ميامي، فلوريدا. هذا المقترح أثار انقساماً في الأوساط الرياضية، ورغم وجود بعض المؤيدين، إلا أن الأصوات الرافضة كانت أعلى، واتهم القائمون على الفكرة بـ "الخيانة". ومنذ طرح هذا المشروع، واجه الاتحاد الإسباني انتقادات حادة، ودخل في خلاف مع غلين ميكاليف، مفوض الرياضة بالاتحاد الأوروبي، الذي اعتبر نقل المسابقات إلى الخارج "خيانة وليست ابتكاراً" في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبها، حثت رابطة مشجعي كرة القدم في القارة الأوروبية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على منع إقامة مباريات الدوري الإسباني خارج البلاد، وذلك حفاظاً على استقرار منظومة كرة القدم في "لا ليغا"، خاصةً في ظل المعارضة الواسعة من الجماهير الأوروبية. ونتيجة لهذه الضغوط، ألغت رابطة الدوري الإسباني رسمياً مباراة فياريال ضد برشلونة في ميامي، وأكدت مصادر عدة أن ريال مدريد، خصم برشلونة في مباراة الغد، كان المحرك الرئيسي وراء هذا الإلغاء.
أشارت تقارير إلى أن النادي الملكي قدّم اعتراضات رسمية إلى المجلس الرياضي الإسباني، والاتحاد الإسباني لكرة القدم، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وعندما لم تنجح هذه المساعي في إيقاف المباراة، صعّد ريال مدريد من جهوده وتواصل مع اتحاد الكونكاكاف، والاتحاد الأميركي لكرة القدم، وحتى مع مُلاك أندية دوري كرة القدم الأميركية (NFL). بالإضافة إلى ذلك، لجأ ريال مدريد إلى رابطة اللاعبين الإسبان (AFE)، وكان لاعبا "الميرنغي" داني كارفاخال وتيبو كورتوا من بين أبرز اللاعبين الذين انتقدوا المقترح علناً، وقام الظهير الأيمن بجهود كبيرة لحشد المعارضة.
نتيجة للضغط الكبير، والذي تجسد في وقوف لاعبي الدوري الإسباني الممتاز لمدة 15 ثانية قبل انطلاق المباريات احتجاجاً على هذه الخطوة، ألغت رابطة الدوري الإسباني المباراة. واعتبر ريال مدريد ذلك بمثابة انتصار في صراعه المستمر مع رئيس الرابطة خافيير تيباس، وتوجيه ضربة لغريمه التقليدي برشلونة. بالإضافة إلى ذلك، حظي "الميرينغي" بتأييد واسع في الأوساط الكروية باعتباره النادي الذي تصدى لمصالح الشركات الكبرى.
وسط هذه الأجواء، يستضيف ريال مدريد نظيره برشلونة على ملعب سانتياغو برنابيو. فهل يكرر الميرينغي انتصاره؟ أم يتمكن النادي الكتالوني من تحقيق "ريمونتادا" تقوده إلى صدارة الدوري؟
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار