الأحد, 26 أكتوبر 2025 01:46 AM

مأساة في دير الزور: طفل يلقى حتفه في بئر ارتوازية.. والمحافظة تتهم "قسد" بعرقلة الإنقاذ

مأساة في دير الزور: طفل يلقى حتفه في بئر ارتوازية.. والمحافظة تتهم "قسد" بعرقلة الإنقاذ

حمّلت محافظة دير الزور "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مسؤولية وفاة طفل سقط في بئر ارتوازية بقرية زغير جزيرة بريف دير الزور، وذلك بسبب ما وصفته بعرقلة دخول فرق الطوارئ والإسعاف والدفاع المدني إلى القرية الخاضعة لسيطرتها.

وذكرت المحافظة في بيان نشرته عبر "فيسبوك"، يوم السبت 25 من تشرين الأول، أن فرق الطوارئ والإسعاف قد باشرت إجراءات الاستجابة السريعة فور تلقي البلاغ، وقامت بتجهيز المعدات الفنية اللازمة لعمليات الإنقاذ، بما في ذلك أجهزة الضخ والحفر، بالإضافة إلى تأمين الكوادر الطبية والفنية المتخصصة استعدادًا لاستقبال الطفل وإنقاذ حياته.

وأشار البيان إلى أن الجهات الحكومية تواصلت مع "قسد" للسماح بدخول الفرق والمعدات إلى موقع الحادث، إلا أنها عرقلت عملية الدخول ومنعت وصول فرق الإنقاذ، الأمر الذي أدى إلى وفاة الطفل داخل البئر.

في غضون ذلك، أفاد مراسل عنب بلدي بأن فرق الدفاع المدني التابعة لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا قد انتشلت جثة الطفل اليوم، وذلك بعد حفرها مسافة 30 مترًا. وبحسب المراسل، فإن "قسد" منعت فرق الدفاع المدني من عبور الجسر الترابي الفاصل بين مناطق سيطرة الحكومة ومناطق سيطرتها منذ عصر الخميس، وهو وقت سقوط الطفل، وحتى عصر يوم الجمعة، إلى أن تمكنت الفرق من العبور.

وباشرت فرق الدفاع المدني عمليات الإنقاذ فور وصولها، واستمرت العمليات حتى الساعة 12 ظهرًا من يوم السبت، حيث عثر على الطفل متوفيًا.

وأكد القطاع الصحي بدير الزور أن حياة الإنسان فوق أي اعتبار سياسي أو عسكري، وأن الواجب الإنساني يجب أن يسمو على أي انقسام، وفقًا لما ورد في بيان المحافظة.

ودعت المحافظة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه حماية المدنيين، وضمان وصول فرق الإنقاذ والإغاثة إلى جميع المناطق دون تمييز، ومنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية التي يدفع ثمنها الأبرياء.

من جانبه، أكد الدفاع المدني السوري أهمية الاستجابة العاجلة في مثل هذه الحوادث، وعدم تأخيرها تحت أي ظرف، مشددًا على أن حماية الأرواح وإنقاذها تبقى الهدف الأسمى في كل مهمة إنسانية، وأكد التزامه الثابت بإنقاذ الأرواح في كل الجغرافيا السورية، دون تمييز، مضيفًا: "سنظل نكرّس كل إمكانياتنا وجهودنا لحماية الأرواح، وصون الكرامة الإنسانية، وبناء مستقبل أكثر أمانًا لكل السوريين".

يُذكر أن "زغير جزيرة" هي قرية تتبع ناحية كسرة في منطقة مركز دير الزور بالمحافظة، وكان عدد سكانها 4734 نسمة في عام 2004.

ما تفاصيل عملية الإنقاذ؟

أصدر الدفاع المدني السوري تقريرًا ذكر فيه أن فرق الطوارئ تلقت بلاغًا في الساعة الثامنة من صباح يوم الخميس 23 من تشرين الأول، يفيد بسقوط الطفل عبد الله سليمان الطنش، البالغ من العمر ست سنوات، في بئر يبلغ عمقه نحو 30 مترًا، في قرية "زغير جزيرة" بريف دير الزور.

وفور تلقي البلاغ، باشرت فرق الدفاع المدني السوري إجراءات تجهيز فرق الطوارئ المتخصصة للاستجابة، مع بدء عملية التنسيق للدخول إلى المنطقة ومساندة فرق الإنقاذ المحلية، وتم تجهيز فريق ميداني من محافظة دير الزور مع كامل معداته وآلياته الثقيلة، وأُرسل فريق آخر من محافظة حلب مزوّد بكامل المعدات الثقيلة والاختصاصية اللازمة لعمليات الإنقاذ.

وتوجه الفريقان إلى المعبر النهري للوصول إلى موقع الحادث، حيث كانت الفرق على أهبة الاستعداد قبل ظهر يوم الخميس 23 تشرين الأول. وفي تمام الساعة 2:20 من بعد ظهر يوم الجمعة 24 تشرين الأول، تمكن الفريقان من دخول المنطقة والوصول إلى موقع الحادث في القرية، وعند وصولهم، أبلغت فرق الإنقاذ المحلية فرق الدفاع المدني السوري بعدم وجود أي مؤشرات على حياة الطفل منذ ساعات.

وكانت فرق الإنقاذ المحلية قد بدأت بحفر مواز للبئر للوصول إلى الطفل من الجدار الجانبي، وتمكنت من الحفر حتى عمق 10 أمتار، وأظهرت كاميرا أُدخلت من فوهة البئر وجود ردم وأتربة فوق جثمان الطفل داخل البئر، الذي كان عالقًا بعمق يتجاوز 20 مترًا.

وباشرت فرق الدفاع المدني السوري، بالتعاون مع فرق الإنقاذ المحلية والأهالي، استكمال الحفر يدويًا لعمق إضافي بلغ نحو 10 أمتار، نظرًا لاستحالة استخدام الآليات الثقيلة خشية حدوث ردم جديد داخل البئر. وبعد عمل استمر قرابة 20 ساعة متواصلة، تمكن الدفاع المدني السوري وفرق الإنقاذ المحلية والأهالي من الوصول إلى جثمان الطفل عبدالله الطنش عند عمق 21 مترًا، وتم انتشاله وتسليمه للطاقم الطبي الموجود في الموقع.

حوادث سابقة

في 7 من آب الماضي تمكنت فرق الإنقاذ السورية، بدعم من فرق الطوارئ التركية (AFAD)، من إنقاذ طفل سقط في بئر شمالي الرقة، بعد جهود استمرت لما يقارب 14 ساعة. وأفاد مراسل عنب بلدي حينها، بخروج الطفل علي صالح عبدي، البالغ من العمر أربع سنوات، على قيد الحياة، بعد أن سقط في بئر ضيقة بعمق 50 مترًا في قرية كورمازة بريف تل أبيض الشمالي شمالي محافظة الرقة.

وتتكرر حالات وفاة الأطفال داخل الآبار في الشمال السوري، وأبرزها كانت في تموز 2022، حيث توفي ثلاثة أطفال وأصيب رابع، بسبب سقوطهم في بئر بعمق عشرة أمتار في قرية سردين بريف إدلب الشمالي.

مشاركة المقال: