مدير عام أكساد: دعم كامل لمصر والسودان في مواجهة إجراءات إثيوبيا بشأن سد النهضة

أكد نصر الدين العبيد، المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، أن المنطقة العربية تواجه تحديات مائية كبيرة، مشيراً إلى أن حصتها من الموارد المائية لا تتجاوز 3% من الإجمالي العالمي، بينما تمثل 10% من مساحة العالم. وشدد على أن الأمن المائي هو أساس الأمن الغذائي، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق الاكتفاء الغذائي بدون توافر المياه.

وأوضح العبيد أن المناطق الجافة وشبه الجافة في الوطن العربي تشكل حالياً ما بين 70% و80% من مساحته، بعد أن كانت 50% في السابق، وتصل النسبة في مصر إلى 97%. وأشار إلى أن التغيرات المناخية وانخفاض كميات المياه المتاحة، بالإضافة إلى أن معظم الأنهار العربية تنبع من خارج الحدود القومية، تعد من أبرز التحديات المائية التي تواجه المنطقة.

وأكد العبيد أن مركز أكساد، الذراع الفنية لجامعة الدول العربية في المناطق الجافة وشبه الجافة، يدعم مصر والسودان في مواجهة الإجراءات الإثيوبية المتعلقة بسد النهضة على نهر النيل، كما يدعم سوريا والعراق في مواجهة الإجراءات التركية على نهري دجلة والفرات. وشدد على أهمية عدم تأثير السدود العملاقة على عدالة توزيع المياه ووصولها إلى دول المصب، مؤكداً دعم المركز الكامل للجهود الرامية إلى الحفاظ على الحقوق المائية المصرية في نهر النيل.

وأشار إلى أن حصة الفرد من المياه في مصر تراجعت من حوالي 2500 متر مكعب في ستينيات القرن الماضي إلى أقل من 500 متر مكعب حالياً، بينما لا تتجاوز في بعض الدول العربية 100 متر مكعب. ولفت إلى أن حصة الفرد في قطاع غزة تعتبر الأدنى عالمياً، إذ لا تتجاوز 30 متراً مكعباً سنوياً، نتيجة الإجراءات الإسرائيلية التي أدت إلى سحب المياه الفلسطينية، بما في ذلك المياه الجوفية.

ودعا العبيد الدول العربية إلى تقديم دعم غير محدود للأشقاء في غزة وفلسطين، لتخفيف آثار الحرب المدمرة، خاصة في قطاعي المياه والزراعة. وأوضح أن الفاقد المائي في المنطقة العربية يتجاوز 100 مليار متر مكعب سنوياً، يذهب أكثر من 90% منه إلى قطاع الزراعة، مشيراً إلى أن تطبيق التقنيات الحديثة في إدارة المياه يمكن أن يوفر أكثر من 50 مليار متر مكعب سنوياً، مما يتيح توسعاً في الإنتاج الغذائي.

وأضاف أن مركز أكساد نجح في استنباط بذور مقاومة للجفاف، ولديه أكثر من 87 صنفاً من القمح والشعير ذات إنتاجية عالية ومتحملة للجفاف. وشدد على ضرورة التوجه نحو الزراعات قليلة الاستهلاك للمياه وذات القيمة الغذائية العالية مثل الزيتون والنخيل والتين، وهو ما يطبقه المركز ضمن مشروع تثبيت الكثبان الرملية في واحة سيوة. وأشار إلى نجاح تقنيات حصاد المياه في محافظة مطروح، حيث تم زراعة القمح اعتماداً على 130 مليمترًا فقط من الأمطار مع الري التكميلي، وحقق إنتاجية تجاوزت 4 أطنان للهكتار.

وأشاد العبيد بنجاح مصر في الوصول هذا العام إلى أكثر من 20 مليار متر مكعب من المياه غير التقليدية، خاصة من الصرف الزراعي والمياه المعالجة، مؤكداً أن ذلك يمثل إنجازاً كبيراً في إدارة الموارد المائية. وأشار إلى أن العديد من الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، تتجه نحو تحلية مياه البحر.