تشهد بلدة الكسرة في ريف دير الزور الغربي توترات واشتباكات بين عناصر من العشائر و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وذلك عقب مقتل شاب على يد الأخيرة يوم الاثنين الموافق 27 تشرين الأول. الشاب، ويدعى مجد رمضان الهنشل، وهو من أبناء المنطقة، لقي حتفه بنيران دورية تابعة لـ"قسد"، الأمر الذي أثار غضبًا واسعًا ودعوات للثأر من قبل أفراد عشيرة "البكارة" التي ينتمي إليها، وفقًا لمراسل عنب بلدي في دير الزور.
اندلعت الاشتباكات في منطقة الكسرة مباشرة بعد مقتل الشاب، حيث هاجم الأهالي مقرات تابعة لـ"قسد" في البلدة واشتبكوا مع قوات "الكوماندوس" المتمركزة هناك. أسفرت هذه الاشتباكات عن إصابة شاب من أهالي المنطقة، بالإضافة إلى إصابة عنصرين من "قسد"، تم نقلهما إلى مشافي الرقة لتلقي العلاج.
وبحسب مصادر محلية تحدثت إليها عنب بلدي، فإن الحادثة بدأت عندما حاول الشاب الهنشل تجاوز سيارتين تابعتين لـ"قسد" بسيارته الـ"فيركروز". وعلى إثر ذلك، أقدم قيادي في "قسد" على إطلاق النار على رأس الشاب، مما أدى إلى اصطدام سيارته بعمود كهربائي. ثم توجه القيادي إلى مكان الحادث وأطلق رصاصة ثانية على رأس الشاب، وفقًا لشهود عيان من البلدة.
تقوم "قسد" حاليًا بمحاصرة بلدة الكسرة، وقامت بتعزيز قواتها العسكرية على خطوط التماس مع مناطق سيطرة الحكومة السورية على الجانب الآخر من نهر الفرات، بحسب ما أفاد به المراسل.
تأتي هذه الأحداث في سياق تصاعد التوترات في مناطق سيطرة "قسد"، والتي تتخذ طابعًا عشائريًا متزايدًا، وصلت إلى حد الاشتباكات المباشرة بين القوات المسيطرة على شمال شرقي سوريا وأفراد من العشائر. ففي 11 أيلول الماضي، دعت عشيرة "الشعيطات" إلى النفير العام ضد "قسد" بعد اتهامها بقتل شاب واحتجاز جثته في بلدة الغرانيج بريف دير الزور الشرقي. وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور بأن "قسد" أعدمت ميدانيًا الشاب حكيم الرافع الخليف العبد الحسن، بعد رفضه التوقف على حاجز تابع لها، وقامت باحتجاز جثته ورفضت تسليمها لذويه. وانتشر تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي يدعو إلى "الجهاد والنفير العام" عبر مآذن بلدة الغرانيج.
وفي سياق متصل، أعلنت "قسد" في 30 أيلول أن قوات مجلس "هجين" العسكري التابع لها ألقت القبض على "متزعم" لإحدى خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" في بلدة درنج بريف دير الزور الشرقي. إلا أن مصادر أهلية في دير الزور نفت هذه الرواية، وأكدت أن "قسد" أعدمت ميدانيًا شخصًا مدنيًا في البلدة يدعى "عيسى العواد"، وأنه لا ينتمي إلى أي فصيل مسلح أو لتنظيم "الدولة". وأضافت المصادر أن شقيق القتيل استهدف قوة تابعة لـ"قسد" في البلدة ردًا على مقتل أخيه، مما أدى إلى إصابة بعض عناصرها.
تأتي هذه التوترات في ظل اتفاق تم توقيعه في 10 آذار الماضي بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد "قسد" مظلوم عبدي، والذي يقضي بدمج الأخيرة في مؤسسات الدولة. ومع ذلك، تشير المعطيات إلى وجود احتقان متزايد في الوسط العشائري، وهو ما قد يؤدي إلى اشتباكات واسعة في المنطقة، بحسب باحثين التقتهم عنب بلدي في تقرير سابق.