أثارت تصريحات فنانة سورية جدلاً واسعاً واستنكاراً شعبياً، بعد استخدامها خطاباً طائفياً وعنصرياً تجاه النازحين، ووصفتهم بأوصاف مهينة. وقد اعتبر الكثيرون أن هذا الكلام جارح وغير لائق بحق أناس نزحوا عن ديارهم بحثاً عن الأمان والكرامة.
لكن الأهم هو التأكيد على أن الخيمة لا تحمل أي دلالة طائفية، وأن المعاناة والنزوح لا يفرقان بين أي مذهب. فالخيمة هي رمز للصمود والكرامة، وليست علامة فقر أو ذل، وهي ملجأ لإنسان أجبرته الحرب على ترك منزله، وحمل وطنه في قلبه.
أهل الخيام هم أهل الشرف الذين أجبرتهم الظروف على النزوح بسبب الحرب والدمار. يشهد لهم التاريخ بالنبل والصبر. لقد نزحوا مكرهين، وسكنوا خياماً لم تحمهم من قسوة البرد والحر، لكنها لم تطفئ جذوة الكرامة والإصرار على الحياة في نفوسهم.
إن الطائفية تعبر عن جهل وضيق أفق، وغياب للضمير، وليست تعبيراً عن انتماء حقيقي. الفن الحقيقي يهدف إلى رفع الوعي وتوحيد الناس. من المخزي أن يصدر هذا الخطاب من فنانة يفترض بها أن تكون صوتاً للإنسان، لا أداة للتحريض والتفرقة.
الفن رسالة سامية، وعلى الفنان أن يدرك أن دوره هو توحيد الناس بالكلمة الطيبة، لا زرع الكراهية بينهم. سوريا اليوم، وفي المستقبل، تحتاج إلى خطاب يجمع ولا يفرق، ويعيد للإنسان قيمته بعيداً عن أي انتماء طائفي أو مذهبي.
سوريا هي وطن للجميع، بآلامها وآمالها، بخيامها وبيوتها، وبكل أبنائها دون استثناء. لتعلم هذه الفنانة، وكل من يسير في طريق الفتنة، أن الطائفية إلى زوال، وأن الكرامة تُقاس بالمواقف والأخلاق، لا بالخيام.
الوطن – وائل العدس