الثلاثاء, 28 أكتوبر 2025 12:56 AM

دراسة تكشف: تراجع خصوبة المرأة لا يقتصر على البويضات فقط

دراسة تكشف: تراجع خصوبة المرأة لا يقتصر على البويضات فقط

شبكة أخبار سوريا والعالم/ كشفت دراسة حديثة أن تراجع خصوبة المرأة مع التقدم في العمر لا يعزى فقط إلى جودة البويضات، كما كان يُعتقد سابقًا، بل إن خلايا وأنسجة المبيض تلعب دورًا جوهريًا في هذا التدهور.

عادةً ما تبدأ خصوبة المرأة في الانخفاض بدءًا من منتصف الثلاثينيات من عمرها، حيث تتضاءل فرص الحمل تدريجيًا مع مرور الوقت. وكان الرأي السائد يشير إلى أن السبب الرئيسي في ذلك هو انخفاض جودة البويضات، نظرًا لأن المرأة تولد بعدد محدود منها يتناقص مع التقدم في العمر والاقتراب من سن اليأس.

إلا أن الدراسة الجديدة أوضحت أن المبيض نفسه، بما يحتويه من خلايا وأنسجة، يساهم بشكل كبير في انخفاض الخصوبة، وهو ما يغير نظرة العلماء إلى هذه العملية المعقدة.

وأشار العلماء إلى أن دراسة الخصوبة تواجه تحديات كبيرة بسبب محدودية الوصول إلى أنسجة المبيض والنقص التاريخي في تمويل أبحاث صحة المرأة. لذلك، لجأ فريق الدراسة إلى استخدام الفئران كنموذج تجريبي نظرًا لتشابهها البيولوجي مع الإنسان في بعض الجوانب.

وقام الفريق بجمع أنسجة مبيض من فئران صغيرة وكبيرة السن، ثم قارنها بعينات مبايض لنساء في العشرينات والثلاثينات والخمسينات من العمر. واستخدم العلماء تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد والتحليل الجيني لرسم خرائط تفصيلية لأنواع الخلايا المبيضية ووظائفها عبر مراحل العمر المختلفة.

وأظهرت النتائج تشابهًا واضحًا بين الفئران والبشر في أنواع الخلايا التي تدعم نمو البويضات، مثل الخلايا الحبيبية المسؤولة عن إنتاج هرمون الإستروجين. كما رُصدت اختلافات في وظيفة خلايا القراب التي تنتج هرمون التستوستيرون.

واكتشف الفريق وجود خلايا دبقية، وهي نوع من خلايا الدعم العصبي، داخل المبايض لدى كل من الفئران والبشر. تتكون هذه الخلايا في مراحل مبكرة من حياة الجنين، وتلعب دورًا مهمًا في تحفيز المبيض على إنتاج البويضات.

وعند التلاعب بتطور هذه الخلايا وراثيًا لدى الفئران، ظهرت أنماط مشابهة لمتلازمة تكيس المبايض (PCOS)، حيث نمت بويضات كثيرة في مراحلها الأولى لكنها لم تنضج بشكل سليم، ما يشير إلى إمكانية استخدام هذه النماذج الحيوانية في تطوير علاجات فعالة للمتلازمة.

كما لاحظ الفريق أن المبايض البشرية تميل إلى تكوين فجوات بين البويضات وتصبح أكثر صلابة مع تراكم الأنسجة الليفية بمرور الزمن، على عكس الفئران.

ويُعتقد أن هذا التصلب ناتج عن تكرار عمليات الإباضة وإصلاح الأنسجة خلال سنوات الخصوبة، ما يسرع من شيخوخة المبيض لدى النساء مقارنة بالأنواع الأخرى.

وتبرز هذه النتائج أن تراجع الخصوبة لا يرتبط بجودة البويضات فحسب، بل يتأثر أيضًا بالبيئة الخلوية المحيطة داخل المبيض.

ويرى العلماء أن تعزيز الأبحاث في مجال صحة المرأة واستخدام النماذج الحيوانية سيساعد على فهم أعمق لأمراض مثل العقم ومتلازمة تكيس المبايض، وتطوير أدوية جديدة لتحسين الخصوبة لدى النساء.

المصدر: ميديكال إكسبريس

مشاركة المقال: