الأربعاء, 29 أكتوبر 2025 05:04 AM

الشهر الوردي: حملات توعية مكثفة في سوريا وأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي

الشهر الوردي: حملات توعية مكثفة في سوريا وأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي

مع اقتراب نهاية الشهر الوردي في تشرين الأول، تتزايد حملات التوعية بسرطان الثدي في مختلف المحافظات السورية. تتنافس الجمعيات الأهلية والمراكز الصحية لتقديم الفحوصات المجانية، وتنظيم الندوات التثقيفية، وتوفير الاستشارات الطبية للسيدات من جميع الأعمار. تعكس هذه الجهود إدراكًا لأهمية الكشف المبكر، والتأكيد على أن التوعية مسؤولية مستمرة.

تهدف هذه المادة إلى تسليط الضوء على أبرز فعاليات الشهر الوردي، بدءًا من التوعية والوقاية، وصولًا إلى قصص النجاح، وأهمية دور المجتمع في دعم النساء.

التوعية المبكرة

يؤكد د. عمار جديد أن الوعي هو السلاح الأول لمواجهة سرطان الثدي. فالتوعية المجتمعية تخلق ثقافة صحية تشجع النساء على الاهتمام بأجسادهن ومراقبة أي تغيرات. الحملات الإعلامية والندوات والمحتوى الرقمي أدوات فعالة لنشر المعرفة حول أعراض المرض، مثل ظهور كتلة في الثدي أو تغير في الشكل أو إفرازات غير طبيعية من الحلمة.

الشهر الوردي فرصة لتكثيف هذه الجهود، حيث تتعاون الجهات الحكومية والجمعيات الخيرية لنشر الرسائل التوعوية في المدارس والجامعات وأماكن العمل وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويوضح د. جديد أن الصورة الشعاعية السنوية للثدي ضرورية، والفحص الدوري، خاصة باستخدام تقنية الماموغرام، يعد من أهم وسائل الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ويوصى به للسيدات فوق سن الأربعين، أو لمن لديهن عوامل خطورة مثل التاريخ العائلي أو استخدام العلاجات الهرمونية طويلة الأمد. الفحص لا يستغرق سوى دقائق، لكنه قد ينقذ حياة، ويتيح خيارات علاجية أكثر فعالية، ويقلل من الحاجة إلى تدخلات جراحية واسعة. الحملات الوطنية توفر هذه الفحوصات مجانًا أو بأسعار رمزية.

نمط الحياة

يؤكد د. جديد أن الوقاية تبدأ من نمط الحياة اليومي، من ممارسة الرياضة بانتظام، والتغذية الصحية القائمة على الخضار والفواكه الطبيعية، والابتعاد عن المنكهات الصناعية والمشروبات الكحولية. كما أن الاستخدام الطويل للعلاجات الهرمونية قد يزيد من خطر الإصابة، لذا ينصح بمراجعة الطبيب قبل البدء بأي علاج هرموني، خاصة بعد سن الأربعين.

عوامل الخطورة

يشرح أهمية معرفة عوامل الخطورة للمساعدة في اتخاذ قرارات صحية ذكية، ومن أبرز هذه العوامل: وجود إصابات سابقة في العائلة، تناول العلاجات الهرمونية لفترات طويلة، والتقدم في العمر. السيدات اللواتي تنطبق عليهن هذه المعايير، يجب أن يكنّ أكثر حرصاً على إجراء الفحوصات السنوية، ومتابعة أي تغيرات في شكل أو ملمس الثدي. كما ينصح بإجراء فحص الأمواج فوق الصوتية بدءاً من سن العشرين، مرة واحدة سنوياً، خاصة في حال وجود أعراض أو تاريخ عائلي.

قصص شفاء

إحدى السيدات، تبلغ من العمر ٤٥ عامًا، كانت تلتزم بإجراء الماموغرام سنوياً رغم عدم وجود أعراض، وفي أحد الفحوصات، تم اكتشاف كتلة صغيرة جداً، وجرى تشخيصها في مرحلة مبكرة جداً، ممّا سمح بعلاجها دون الحاجة إلى تدخل جراحي كبير، واليوم تعيش حياة طبيعية، وتشارك في حملات التوعية لتشجيع الأخريات على الفحص المنتظم. وسيدة أخرى، في الثلاثينات من عمرها، كانت تظنّ أن الفحص لا يهمّ في هذا السن، لكنها استجابت لدعوة إحدى الحملات، وخضعت لفحص الأمواج فوق الصوتية، الذي كشف بداية تغيرات خلوية، تمّ علاجها بسرعة، واليوم هي من المتطوعات في تنظيم الفعاليات الصحية، وتحرص على مرافقة صديقاتها إلى مراكز الفحص كل عام. ومن القصص المؤثرة أيضاً، سيدة في الخمسينات كانت قد أهملت الفحص لسنوات، لكنها قررت أخيراً إجراء صورة شعاعية بعد تشجيع من ابنتها، تمّ اكتشاف الورم في مرحلة متوسطة، لكنها خضعت للعلاج الكيميائي والجراحي، وتعافت بشكل كامل، ومنذ ذلك الحين، أصبحت من أبرز الأصوات في حملات التوعية، وتشارك تجربتها في الندوات واللقاءات الإعلامية.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الثورة

مشاركة المقال: