الأربعاء, 29 أكتوبر 2025 09:29 AM

بوتين يستعرض قوته النووية بصاروخ "بوريفيستنيك": هل يشعل فتيل سباق تسلح عالمي جديد؟

بوتين يستعرض قوته النووية بصاروخ "بوريفيستنيك": هل يشعل فتيل سباق تسلح عالمي جديد؟

في خطوة تصعيدية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن نجاح اختبار صاروخ "بوريفيستنيك" الذي يعمل بالطاقة النووية والقادر على حمل رؤوس نووية، مؤكداً تفوقه التقني وقدرته على اختراق الدفاعات الصاروخية. وقد رأى خبراء أن توقيت الاختبار يحمل رسالة موجهة إلى الغرب.

وخلال حضوره الاختبار بالزي العسكري، استمع بوتين إلى رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف، الذي أكد نجاح الاختبار وأن الصاروخ حلق لمدة 15 ساعة وقطع مسافة 14,000 كيلومتر.

يأتي هذا الاختبار بعد فشل خطط لعقد قمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفرض عقوبات على أكبر شركتي نفط في روسيا. ويرى البعض أن هذه الخطوة موجهة بشكل خاص إلى واشنطن، وأقل ارتباطاً بتطورات الأوضاع في أوكرانيا، وأكثر بعرض موسكو لتمديد معاهدة "نيوستارت"، وهي آخر معاهدة للحد من التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي ينتهي سريانها في شباط/فبراير. وكان بوتين قد اقترح تمديدها لمدة عام في أيلول/سبتمبر، مما قد يساعد الكرملين على تركيز موارده على الحرب في أوكرانيا.

ويعتبر هذا الاختبار أحدث مثال على الموقف النووي الروسي منذ بدء الحرب في أوكرانيا، حيث يهدف بوتين من خلال إجراء تدريبات نووية والتباهي بنجاح اختبار الصاروخ، إلى إيصال رسالة مفادها أن موسكو لن تخضع للضغوط لتقديم تنازلات بشأن أوكرانيا. وفي مواجهة دعوة ترامب لوقف إطلاق النار السريع والعقوبات الأميركية الجديدة، يذكّر بوتين الولايات المتحدة وحلفاء كييف الغربيين بترسانته النووية لدعم مطالبه.

ويرى خبراء أن الاختبار يمثل استفزازاً أكثر منه تقدماً كبيراً في التكنولوجيا العسكرية. وقد انتقد ترامب روسيا لاختبارها الصاروخ بدلاً من العمل على إنهاء الحرب. ورداً على سؤال حول ما إذا كان يرى الاختبار بمثابة تهديد نووي، قال ترامب إن الولايات المتحدة لديها غواصة نووية قبالة سواحل روسيا ولا تحتاج إلى السفر لمسافة 8,000 ميل.

هل نجاح اختبار الصاروخ يدعو للقلق؟

يشكك خبراء الأسلحة في قدرة الصاروخ على الوفاء بادعاءات موسكو، لكنهم أشاروا إلى أنه قد يكون عاملاً مزعزعاً للاستقرار في ظل ما يعتبره كثيرون سباق تسلح جديداً. وذكرت "واشنطن بوست" أن الصاروخ "ليس منيعاً"، بينما ذكرت "نيويورك تايمز" أن المحللين يشككون في قدرة الصاروخ على تغيير قواعد اللعبة.

وفي التفاصيل، "بوريفيستنيك"، الذي يعني "طائر العاصفة" باللغة الروسية، هو أول صاروخ يعمل بالطاقة النووية في العالم، ويمنحه هذا مدى غير محدود تقريباً. وقد أعلن بوتين عنه لأول مرة في عام 2018، قائلاً إنه سيكون قادراً على تفادي الدفاعات الجوية. وقد أدى حادث وقع في عام 2019 إلى مقتل ما لا يقل عن 5 مهندسين نوويين وإصابة آخرين في انفجار اعتقدت واشنطن أنه وقع عندما حاول خبراء روس استعادة نموذج أولي لصاروخ "بوريفيستنيك" الذي تحطم في البحر الأبيض خلال اختبار سابق.

وتشير تقارير إلى أن الصاروخ يمكن أن يحلق على ارتفاعات منخفضة لتفادي رادارات العدو. وتصف روسيا هذا السلاح بأنه رد على الدرع الصاروخي الأميركي الذي طورته واشنطن بعد انسحابها في عام 2001 من اتفاقية الحرب الباردة.

توازياً، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا ستعمل على مع روسيا "في الأيام العشرة المقبلة"، وحث ترامب على زيادة دعمه لكييف، كما أصدر نداءً جديداً للحصول على المزيد من أنظمة الدفاع الصاروخي. ويشدد زيلينسكي على أن بوتين لن يجلس إلى طاولة المفاوضات إلا باستعمال القوة.

يُظهر اختبار صاروخ "بوريفيستنيك" أن موسكو ماضية في استعراض قوتها النووية، في محاولة لترسيخ نفوذها وردع خصومها. ومع تصاعد التوتر بين روسيا والغرب، يبقى خطر سباق التسلح النووي مهدداً للأمن العالمي والاستقرار الدولي.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

مشاركة المقال: