الأربعاء, 29 أكتوبر 2025 09:07 PM

عروة أسعد: قصة نجاح شاب سوري في زراعة الفواكه الاستوائية وتحويل فكرة إلى مشروع مربح

عروة أسعد: قصة نجاح شاب سوري في زراعة الفواكه الاستوائية وتحويل فكرة إلى مشروع مربح

فادية مجد: تعتبر المشروعات الصغيرة من أهم ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات، حيث تتيح للشباب فرص الابتكار وتحقيق الاكتفاء الذاتي دون الحاجة لرأس مال كبير.

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الشباب السوري، تظهر قصص ملهمة لشبان قرروا إحداث تغيير من خلال مشروعاتهم الخاصة. ومن بين هؤلاء، يبرز الشاب عروة أسعد الذي آمن بأهمية المشروعات الصغيرة وقرر خوض تجربة فريدة في مجال الزراعة الاستوائية في محافظة طرطوس.

بداية المشروع: يوضح عروة أن الفكرة انطلقت من ملاحظة الخسائر المتكررة للمزارعين في الزراعات التقليدية، وخاصة في البيوت المحمية، حيث كانت تكاليف الإنتاج مرتفعة بينما أسعار البيع لا تغطي جزءاً من هذه التكاليف.

من هنا، بدأ التفكير في بديل اقتصادي أكثر جدوى، فقام بدراسة المناخ والتربة في المنطقة الساحلية، وتوصل إلى أن الشريط الممتد من اللاذقية إلى سهل عكار يتمتع بمناخ شبه استوائي، وهو مناسب لزراعة أنواع من الفواكه الاستوائية التي كانت تستورد بأسعار مرتفعة.

التخطيط والتنفيذ: يضيف عروة أن الخطة الأولى كانت تأمين الغراس الاستوائية من خارج سوريا، مع مراعاة طبيعة كل أرض ونوع التربة، حيث تحتاج الفواكه الاستوائية إلى مياه وفيرة وتربة نفوذية. وقد بدأ بزراعة أصناف مثل المانجو، القشطة، الأفوكادو، الدراغون فروت، الكيوي، الباشن فروت، السابوتا السوداء والبيضاء، الببايا، الليتشي، اللونجان، الكرامبولا، والبلو بيري وغيرها.

تم تنفيذ المشروع بمساعدة أفراد العائلة، الذين قدموا دعماً كبيراً، سواء في الزراعة أو في المتابعة اليومية، وكان هذا الدعم الأسري عنصراً حاسماً في نجاح المشروع.

التسويق والتصريف: يشير أسعد إلى أنه في البداية، تم تصريف المنتجات في سوق الهال بطرطوس، لكنه سرعان ما أدرك أهمية التسويق المباشر، فعمل على التسويق بنفسه، لمن يريد الزراعة أو الشراء، وبأسعار مناسبة، مع تقديم معلومات حول طريقة الزراعة والفوائد الصحية للفاكهة. وأوضح أن منتجاته وصلت إلى العديد من المحافظات السورية وبعض الدول العربية.

كما أوضح أن الفواكه الاستوائية المنتجة محلياً أثبتت جودتها وتفوقت على المستوردة من حيث الطعم والقيمة الغذائية، مما عزز ثقة المستهلك المحلي بها.

التحديات والصعوبات: يذكر أسعد أن التجربة لم تخل من التحديات، خاصة في البداية، حيث كانت هذه الزراعات تعتبر غير مصرح بها من قبل وزارة الزراعة، ولكن مع الإقبال الكبير عليها، بدأت الجهات المعنية بإعادة النظر في هذه السياسات، خاصة بعد أن أثبت الإنتاج المحلي جدارته.

ختم حديثه بنصيحة للشباب باستثمار أي مساحة أرض متاحة لديهم، مؤكداً أن الزراعة ليست مجرد مصدر دخل، بل هي مشروع حياة ومردود اقتصادي مستدام.

قيمة غذائية كبيرة: من جهتها، أوضحت خبيرة التغذية كنانة فادي معقالي أهمية الفواكه الاستوائية، فهي كنز غذائي طبيعي غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تعزز المناعة وتدعم صحة القلب والهضم وتمنح الجسم طاقة وحيوية.

وذكرت أن فاكهة القشطة تحتوي على نسبة عالية من فيتامين C، وهو مضاد أكسدة قوي يساعد على مكافحة الجذور الحرة وتعزيز مناعة الجسم، كما أنها غنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم، وتحتوي على مركبات نباتية مثل الأسيتوجينينات التي أظهرت الدراسات الأولية قدرتها على محاربة أنواع معينة من البكتيريا والطفيليات وتقليل الالتهاب في الجسم.

أما فاكهة الدراغون، فتحتوي على فيتامين C والحديد والمغنيسيوم الذي يدعم العضلات والأعصاب، كما أنها غنية بالألياف ومضادات الأكسدة مثل البيتالين والفيتامين C والكاروتينات التي تساعد على حماية الخلايا.

وبينت معقالي أن بعض الدراسات تشير إلى أن فاكهة الدراغون قد تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، خاصة النوع الأحمر منها، بسبب احتوائها على الألياف ومضادات الأكسدة، ولكن يفضل تناولها طازجة وليس على شكل عصير محلى، مع تجنب الإفراط في تناولها.

فاكهة الأفوكادو غنية بالسعرات الحرارية (حوالي 250 سعرة للحبة الواحدة)، لذا يُنصح بتناولها باعتدال، وخاصة في الحميات، كما تحتوي على فيتامين K والمغنيسيوم والفوسفور، وهي ضرورية للحفاظ على كثافة العظام والوقاية من هشاشتها، كما تتميز بغناها بـ أوميغا 3 وفيتامين E والفولات، وهي عناصر تحافظ على صحة الدماغ والخلايا العصبية وتحسين التركيز والذاكرة.

(اخبار سوريا الوطن 1-الثورة)

مشاركة المقال: