يشهد عالم الجمال تحولاً جذرياً بفضل التكنولوجيا الرقمية، حيث أصبحت الصور المعدلة والمؤثرات البصرية جزءاً لا يتجزأ من التعبير عن الذات. يختبر الأفراد مظاهر جديدة تعكس رغبتهم في الانتماء أو التميز، مما يثير تساؤلات حول تأثير الجمال الرقمي على الفرد والمجتمع.
تتيح أدوات التعديل الرقمية والذكاء الاصطناعي للمستخدمين إعادة تشكيل ملامحهم أو ابتكار شخصيات افتراضية، مما يوفر مساحة لاختبار الذات وتقديمها بشكل ينسجم مع الرؤية الشخصية. كما يمنح المجال الرقمي حرية في التجربة دون التقيد بالواقع.
تلعب المنصات الرقمية دوراً محورياً في توجيه نظرة المجتمع للجمال، حيث يرفع انتشار الوجوه المثالية مستوى التوقعات ويؤثر في الذوق العام. ومع ذلك، تسهم هذه التقنيات في توسيع مفهوم الجمال، مما يعيد طرح السؤال حول الهوية الفردية.
يحمل الجمال الرقمي جانباً إبداعياً، إلا أنه يرافقه ضغط ناتج عن المقارنة الدائمة مع الصور المثالية، مما قد يدفع الأفراد إلى إعادة النظر في هويتهم البصرية. هنا تبرز الحاجة إلى وعي نقدي للحفاظ على التوازن بين الصورة الرقمية والذات الحقيقية.
تعتمد العلامات التجارية اليوم على المؤثرين الافتراضيين وتجارب المكياج الرقمية لجذب جمهور عالمي، مما يعيد تشكيل التسويق ويجعل من الجمال تجربة تفاعلية متاحة للجميع.
في الختام، يمثل الجمال الرقمي مساحة تتقاطع فيها التكنولوجيا مع الهوية، وتعيد رسم العلاقة بين الفرد وصورته عن نفسه.
عبير عقيقي - أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار