السبت, 1 نوفمبر 2025 07:07 AM

المزيريب في درعا: أزمة خدمات متفاقمة ومكبات عشوائية تهدد البيئة والصحة

المزيريب في درعا: أزمة خدمات متفاقمة ومكبات عشوائية تهدد البيئة والصحة

أفاد مراسل سوريا 24 بأن بلدة المزيريب في ريف درعا تواجه تحديات خدمية وبيئية معقدة، تضع أعباءً متزايدة على المجلس البلدي والأهالي على حد سواء. فمع الازدياد السكاني الملحوظ والإمكانات المحدودة، يجد المسؤولون المحليون أنفسهم أمام مسؤوليات تفوق طاقتهم، خاصة في مجالي النظافة العامة وتوفير المياه.

على الرغم من تنفيذ المجلس البلدي خلال الفترة الماضية لمشاريع تهدف إلى تحسين البنية التحتية، بما في ذلك صيانة شبكات الصرف الصحي والطرق الفرعية وآبار المياه، إلا أن الوضع الخدمي لا يزال يعاني من صعوبات جمة، أبرزها انتشار المكبات العشوائية وتدهور مستوى النظافة.

وخلال جولة لمراسلنا في البلدة، أشار السكان إلى وجود مكبين رئيسيين للنفايات على طريقي درعا–المزيريب وطفس–المزيريب، يتسببان في تلوث بيئي وأضرار صحية بالغة، نظراً لوقوعهما في مناطق مأهولة وبالقرب من الأراضي الزراعية.

أكد أنس الغزاوي، الرئيس الأسبق للمجلس المحلي، أن هذه المكبات تشكل خطراً داهماً يستوجب إزالتها الفورية وتنظيف المناطق المحيطة بها قبل تفاقم الأضرار. كما تعاني الأحياء من نقص حاد في حاويات القمامة، بعد سحب جزء منها للصيانة دون توفير بدائل، مما اضطر الأهالي إلى التخلص من النفايات في أماكن غير مخصصة.

هذا الوضع أضعف من جهود المجلس البلدي، وجعل عمليات النظافة محدودة الأثر، على الرغم من التعاون القائم مع مديرية الخدمات الفنية. وفيما يتعلق بالمياه، تتزايد الشكاوى من ارتفاع تكلفتها وعدم انتظام ضخها، في ظل محدودية الموارد المتاحة، مما يثقل كاهل الأسر ذات الدخل المحدود.

واقترح الغزاوي معالجة هذه المشكلات من خلال زيادة الدعم الحكومي، وتنظيم حملات توعية بيئية مكثفة، وتوسيع مشاركة المجتمع المحلي في إدارة الخدمات لضمان استدامتها.

من جانبه، أكد يوسف النابلسي، رئيس مجلس بلدة المزيريب، أن المجلس يعمل على رفع النفايات بشكل يومي، وتصنيع حاويات جديدة، وتنظيم حملات توعية بيئية، بالإضافة إلى متابعة ملفات الطرق والمياه والكهرباء. كما شدد على أهمية الشفافية والتعاون مع وجهاء البلدة واللجان المحلية لتحديد أولويات العمل البلدي وتحسين العلاقة بين المواطن والإدارة.

وعلى طريق طفس–المزيريب، تتفاقم المعاناة بسبب مكب نفايات عشوائي تسبب بإغلاق جزئي للطريق الرئيس وانتشار روائح كريهة تصل إلى الأراضي الزراعية، مما دفع الأهالي للمطالبة بتخصيص موقع رسمي وآمن للنفايات وتنظيم حملات نظافة دورية.

بين الجهود المبذولة والواقع القائم، تبقى المكبات العشوائية وتحديات المياه والنظافة أبرز العقبات التي تواجه المزيريب. ويأمل الأهالي أن تتحول الإجراءات الحالية إلى حلول عملية مستدامة تضمن بيئة نظيفة وخدمات أكثر كفاءة، وتحفظ للبلدة طابعها الحيوي ومكانتها بين بلدات ريف درعا.

مشاركة المقال: