الإثنين, 3 نوفمبر 2025 11:12 AM

تدفق العائلات السورية العائدة من لبنان عبر معبر جوسيه: قصص أمل ومعاناة

تدفق العائلات السورية العائدة من لبنان عبر معبر جوسيه: قصص أمل ومعاناة

يشهد معبر جوسيه الحدودي بين سوريا ولبنان ازدياداً ملحوظاً في حركة العائلات السورية العائدة طوعاً إلى وطنها، بعد سنوات طويلة من النزوح وتداعياته في المخيمات اللبنانية. يعتبر معبر جوسيه نقطة وصل حيوية بين البلدين، خاصة للعائلات القاطنة في مناطق البقاع وعرسال وجرودها، حيث يمثل شرياناً لعودة السوريين إلى ديارهم.

أوضح لؤي سليمان، مدير معبر جوسيه، لموقع سوريا 24 أن إدارة المعبر تعمل على تسهيل إجراءات الدخول للعائدين بالتنسيق مع الجهات المعنية. وتشمل هذه الإجراءات استقبالاً مبسطاً يتضمن التحقق من البيانات الشخصية إلكترونياً وتسهيل تبديل سيارات العفش في الساحات المخصصة.

أكد سليمان أن الكوادر تبذل جهوداً كبيرة لتأمين عودة آمنة ومنظمة، مشيراً إلى خطة تطوير شاملة للمعبر تتضمن ترميم البنى التحتية وتحسين الخدمات المقدمة.

وفقاً لإحصائيات المعبر، تجاوز عدد القادمين منذ إعادة الافتتاح 212 ألف شخص، بينما غادر البلاد حوالي 145 ألف مسافر. وبلغ عدد العائدين طوعاً إلى سوريا عبر معبر جوسيه نحو 56 ألفاً و150 شخصاً، حسب بيانات قسم الهجرة والجوازات.

شهادات من العائدين

مريم المحمد، إحدى العائدات، تروي قصتها المؤثرة بعد رحلة نزوح قاسية، حيث فقدت زوجها الذي توفي حزناً على ابنهما المفقود. وتوضح أن ابنها اختُطف أولاً على يد النظام البائد عام 2013، ثم أُفرج عنه، ليُعتقله تنظيم داعش لاحقاً. تعتقد مريم أن ابنها محتجز حالياً لدى قوات "قسد"، وتناشد السلطات السورية والمنظمات المعنية المساعدة في الكشف عن مصيره.

تستقبل مريم أرض الوطن بفرح ممزوج بالحزن، قائلة: "الفرحة منقوصة" لغياب زوجها وابنها.

هنادي، التي عادت بعد أربعة عشر عاماً من النزوح في لبنان، تصف لحظة العودة قائلة: "شعوري لا يوصف، فبعد رحلة شاقة في المخيمات عدت إلى وطني وأهلي". وتضيف: "رغم التعب، أشعر أن الحياة تبدأ من جديد، وأن الوطن هو الملاذ الحقيقي".

الأب جورج لويس خوري: "سوريا اليوم أكثر أماناً وعادت لأهلها"

الأب جورج لويس خوري، رجل دين مسيحي من طائفة الروم الملكيين الكاثوليك، عاد إلى سوريا بعد سنوات قضاها في البقاع. يقول الأب لويس لموقع سوريا 24 إن عودته كانت "لحظة إيمان وواجب تجاه الوطن"، مشيراً إلى أنه يعيش حالياً في منطقة القلمون ويخدم رعيته في حمص.

ويضيف: "بعد التحرير تغير كل شيء.. الناس أكثر طمأنينة، والبلد يستعيد عافيته. سوريا اليوم عادت لأهلها، وهناك إحساس جديد بالأمان والحياة".

ويتابع: "سنوات الحرب كانت قاسية على الجميع، لكنها أظهرت وحدة السوريين وقوتهم، ونحن اليوم أمام فرصة حقيقية لبناء سوريا الجديدة، وعلى الجميع أن يشارك في هذا البناء".

ويختتم بالقول: "سوريا بحاجة إلى أبنائها، في الداخل والخارج"، وأن العودة ليست مجرد خطوة جغرافية، بل عودة إلى الجذور والهوية، "الوطن بيتنا، وآن الأوان أن نعيد إليه ما فقده من حب وسلام".

يقع معبر جوسيه على الحدود بين قرية جوسية غرب مدينة القصير في ريف حمص وبلدة القاع في البقاع الشمالي، ويُعد نقطة عبور مباشرة بين القصير والقاع ضمن نطاق محافظة حمص ومنطقة بعلبك الهرمل.

أُعيد افتتاح المعبر في 14 كانون الأول/ديسمبر 2017 بعد إغلاق دام قرابة خمس سنوات بدأ أواخر عام 2012 نتيجة الحرب، وذلك عقب أعمال تأهيل وصيانة شملت البنى التحتية ومقار الأجهزة الحدودية على الجانبين، ومن ثم أعادت الإدارة الجديدة تأهيله من جديد بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

مشاركة المقال: