الإثنين, 3 نوفمبر 2025 07:30 PM

التهابات الأوتار: أسبابها، أعراضها، وكيفية الوقاية منها في فترات تغير الفصول

التهابات الأوتار: أسبابها، أعراضها، وكيفية الوقاية منها في فترات تغير الفصول

تعتبر التهابات الأوتار من الحالات الشائعة، حيث تتسبب في الشعور بالألم عند لمس المفصل أو عند الحركة. هذه الالتهابات، التي تصيب الأحبال الليفية السميكة التي تربط العضلات بالعظام (الأوتار)، غالبًا ما ترتبط بأمراض الروماتيزم أو الإجهاد الميكانيكي الحاد أو المتكرر. ووفقًا للدكتور أحمد حامد بدران، أستاذ أمراض الجهاز الحركي والروماتيزم والمناعة في كلية الطب بجامعة “طرطوس”، فإن هذه الحالات تكثر في فترات الانتقال بين الفصول وفترات الإجهاد الموسمية.

أوضح الدكتور بدران أن الالتهابات قد تصيب أي وتر، ولكنها أكثر شيوعًا في المناطق المعرضة للإجهاد.

أكثر مناطق الإصابات الوترية شيوعًا

ذكر الدكتور بدران أن أكثر المناطق عرضة للإصابة هي:

  • الكتف: التهاب أوتار الكفة المدورة، حيث يشكو المريض من آلام في الكتف تعيق النوم وتسبب تحددًا في حركة المفصل، وقد يترافق مع ترسب أملاح الكالسيوم.
  • المرفق: التهاب اللقيمة الوحشية (مرفق التنس) والتهاب اللقيمة الإنسية (مرفق الغولف)، وغالبًا ما يحدثان نتيجة الأعمال المنزلية والزراعية والمهن اليدوية المجهدة.
  • الركبة: التهاب وتر أسفل الرضفة، حيث يعاني المرضى من الألم عند القفز أو صعود الدرج أو أداء تمرينات القرفصاء.
  • الكاحل: التهاب وتر أخيل، وهو أكبر أوتار الجسم، ويحدث في سياق أمراض الفقار والمفاصل سلبية المصل أو الإجهاد الناتج عن الجري أو بعد إصابة مباشرة.
  • اليدان: التهاب أوتار الباسطات والعاطفات، ويحدث نتيجة الإجهاد في الأعمال المنزلية والزراعية والإفراط في استخدام الموبايل أو بعد إصابة مباشرة أو في سياق الأمراض الروماتزمية الالتهابية كالداء الرثياني.

تظهر الأعراض غالبًا عند نقطة اتصال الوتر بالعظم أو على طول مساره، وتشمل ألمًا موضعيًا وحساسية عند اللمس، وتورمًا ودفئًا في المنطقة المصابة، وتيبسًا خاصة في الصباح، وتفاقم الألم مع الحركة أو النشاط، بحسب الدكتور بدران.

الأسباب

أوضح الدكتور بدران أن أسباب الإصابة تشمل:

  • تكرار الحركات أو الإفراط في الاستخدام.
  • الوضعيات السيئة أو وجود نقاط ضعف بعد الكسور والخلوع.
  • زيادة مفاجئة في النشاط البدني أو الإصابات المباشرة.
  • التقدم في العمر وانخفاض مرونة الأوتار.
  • بعض الحالات الطبية مثل التهابات المفاصل والداء السكري.
  • بعض الأدوية مثل الفلوروكينولونات (سيبروفلوكساسين)، والستاتينات والكورتيزونات الموضعية ومثبطات الأروماتاز المستخدمة لعلاج سرطان الثدي.

أشار الدكتور بدران إلى أن التشخيص يتم عن طريق الفحص السريري والتصوير بالموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي لتقييم سلامة الوتر واستبعاد حالات أخرى مثل التهاب الجراب أو التهاب المفاصل.

يمكن أن تزيد التهابات الأوتار من احتمالات الإصابة بتمزق الأوتار أو تكلسها إذا تركت دون علاج، وقد يتطلب الوتر الممزق جراحة لإصلاحه.

نصائح للوقاية

أكد الدكتور بدران أن الإحماء قبل التمارين مهم جدًا للوقاية، حيث يهيئ العضلات للتمرين ويساعدها على تحمل الضغط بشكل أفضل. كما نصح بتجنب الأنشطة التي تسبب إجهادًا زائدًا على الأوتار، والتوقف عن أي نشاط يسبب الألم.

وشدد على أهمية تنويع الأنشطة وتجريب أنشطة أخرى بحركات مختلفة إذا سبب أحد الأنشطة ألمًا. كما يجب تلقي إرشادات احترافية عند بدء ممارسة رياضة جديدة أو استخدام أجهزة التمارين الرياضية.

أكد الدكتور بدران على ضرورة ممارسة تمارين الإطالة بعد التمرين لتحريك المفاصل بكامل نطاق حركتها، وأن مراجعة الطبيب ضرورية إذا لم يستجب التهاب الأوتار للعلاج الذاتي خلال أيام قليلة أو إذا أعاق ممارسة الأنشطة اليومية.

آلية العلاج

أوضح الدكتور بدران أن العلاج يشمل الراحة أو تغيير النشاط، واستخدام كمادات الثلج ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وتمارين التمطيط والتقوية. قد يلجأ الطبيب إلى حقن الكورتيزون بحذر لتجنب تلف الوتر. وفي الحالات المزمنة أو الشديدة، قد تكون الجراحة هي الحل الوحيد.

مشاركة المقال: