أعلنت وزارة الخارجية السورية عن إعادة دبلوماسيين منشقين عن النظام السابق إلى السلك الدبلوماسي، وذلك يوم الاثنين الموافق 3 تشرين الثاني. وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن وزير الخارجية، أسعد الشيباني، قد وقع قرارًا يقضي بعودة هؤلاء الدبلوماسيين إلى العمل.
جاء هذا القرار خلال استقبال الشيباني للدبلوماسيين في مقر وزارة الخارجية السورية بدمشق. وأظهرت صور نشرت على المعرفات الرسمية وجود 19 دبلوماسيًا، بينما أشارت بعض الصفحات التابعة لشخصيات سياسية وناشطين إلى أن شخصين آخرين لم يتمكنا من الحضور.
أشاد الوزير الشيباني خلال اللقاء بمواقف الدبلوماسيين وجهودهم في كشف "جرائم النظام البائد"، مثمنًا انحيازهم إلى صف الشعب السوري ووقوفهم إلى جانب "قضيته العادلة"، على حد تعبيره. وأكد أن السياسة السورية الجديدة تقوم "على الأفعال لا الأقوال"، وأن ما تعهدت به الدولة منذ الأيام الأولى قد تم تنفيذه "بخطى ثابتة وإرادة صلبة"، وفقًا للبيان.
وأضاف أن سوريا تتطلع إلى بناء دولة يشعر جميع أبنائها بالأمان والانتماء، وتقوم على الشراكة الحقيقية والتكامل في علاقاتها الإقليمية والدولية. وفي حين لم تذكر الوزارة أسماء الدبلوماسيين المعادين، تداول ناشطون وسياسيون أسماء 19 دبلوماسيًا وهم: باسل نيازي، ماهر الجماز، خالد الأيوبي، خالد الصالح، حسين صباغ، داني بعاج، حسام الحافظ، أحمد الحريري، أيهم عدي، محمود عبيد، لمياء الحريري، يحيي دياب، أيهم الغزي، فاضل الرفاعي، أحمد شبيب، بشار الحاج علي، رشيد يحيى، عماد الأحمر، ولمى الأحمد.
مشهد دبلوماسي جديد
تسعى وزارة الخارجية السورية إلى إعادة تشكيل المشهد الدبلوماسي السوري من خلال تغيير الكوادر، خاصة تلك التي ارتبط اسمها بالنظام السابق، مثل السفير السوري السابق في موسكو، بشار الجعفري، والسفير السابق في الرياض، أيمن سوسان، والممثل الدائم لسوريا في الأمم المتحدة سابقًا، قصي الضحاك.
وكان وزير الخارجية السوري، الشيباني، قد أعلن في 8 نيسان الماضي عن البدء في إعادة هيكلة السفارات والبعثات الدبلوماسية السورية في الخارج، بتوجيه من الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع. وعزا الشيباني هذه الخطوة حينها إلى تحقيق تمثيل "مشرف" لسوريا، وتقديم خدمات متميزة للمواطنين السوريين في الخارج. كما يأتي هذا الإعلان بعد قرار وزارة الخارجية السورية نقل سفيري سوريا في روسيا والسعودية إلى الإدارة المركزية في دمشق. وأشار المصدر إلى أنه سيتم تسيير شؤون السفارتين في موسكو والرياض من قبل القائمين بالأعمال، وذلك إلى حين صدور التعيينات الرسمية من قبل رئيس الجمهورية لتسمية بدلاء في المنصبين خلال الفترة المقبلة.
إعادة الضباط المنشقين
سبق أن أعلن وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، عن انتهاء أعمال اللجنة التي شُكلت عقب الاجتماع الموسع مع الضباط المنشقين عن النظام السابق، في أيلول الماضي، والتي تولت مقابلة الضباط تمهيدًا لإعادتهم إلى الخدمة في صفوف الوزارة. وقابلت الداخلية أكثر من 260 ضابطًا حقوقيًا من الموجودين داخل سوريا، والمستعدين للالتحاق بالعمل مجددًا، بحسب الوزير. وفي وزارة الدفاع، بلغ عدد العاملين من الضباط المنشقين ضمن الجيش السوري الجديد أكثر من 2000 ضابط من أصل 3500 تمت مقابلتهم، بحسب تصريح من الوزارة لعنب بلدي.
من جانبه، أشار الباحث المختص في الشؤون العسكرية رشيد حوراني، لعنب بلدي في ملف سابق، إلى أنه تم تعبئة 85% من الضباط المنشقين في الإدارات والوحدات العسكرية التي تتناسب مع تخصصاتهم العسكرية، وسيكون دورهم في التنظيم والتدريب. ومنذ سقوط النظام، تعيد مختلف الوزارات المفصولين لأسباب سياسية، تتعلق بمناهضة النظام السابق، إلى وظائفهم بشكل تدريجي.